عمت السخرية والغضب الفلسطيني مواقع التواصل الاجتماعي، بعد لحظات من خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إثر تهديد أعلنه صريحاً بعدم تحمل مسؤولياته عن قطاع غزة خلال الأيام القادمة.
ورفض المواطنون والمغردون تهديدات عباس، بفرض إجراءات عقابية جديدة على أهالي القطاع، مشددين على رفضهم الكامل لخطابه ومضمونه الفارغ.
وقبل الخطاب بساعات أطلق نشطاء التواصل الاجتماعي وسماً حمل عنوان "#عباس_يمثل_نفسه"، غردوا عليه تصاميم ومواد مرئية سابقة، توقعوا خلاله تكرار الخطاب وعدم اتخاذه قرارات قوية يصفع بها الاحتلال الإسرائيلي.
وأثناء الخطاب وبعده، لم يتفاجأ المغردون من مضمون الخطاب وتهديداته الصريحة لقطاع غزة، مستنكرين تجاهله لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار في قطاع غزة وتضحيات المشاركين فيها.
واحتجاجاً على تهديده لقطاع غزة، رفع مواطنون في تظاهرات عفوية على مفترقات الطرق العامة في محافظات قطاع غزة، لافتات تندد بفرضه العقوبات على غزة وعدم مسؤوليته منها، ورفضه لخيار المقاومة المسلحة ووصفها بـ "المليشيات".
الكاتب الفلسطيني عدلي صادق قال عبر فيسوك: "لافتة، خطاب بائس مشبع بالدونية، وليس فيه اي تلميح بحسم شيء سوى التلميح بنفض اليد من غزة، بمعنى ضمني يعرضها للعدوان لنزع سلاحها".
بدوره، استغرب الصحفي الفلسطيني من غزة، تامر المسحال مراسل قناة الجزيرة، من خطاب عباس وتهديداته لقطاع غزة قائلاً في صفحته بـ " فيسبوك": "رئيس يهدد شعبه ويستجدي عدوه!!".
وقال الناشط رضوان الأخرس في تغريدة له عبر صفحت في "تويتر": "تزعجني فكرة أن محمود عباس يحمل مسمى (رئيس دولة فلسطين)".
أما الصحفي رائد أبو جراد، فقد غرد قائلاً: "خطاب العار!، موظف الشاباك عباس يرفض المقاومة ويصفها "ميلشيات" ويتوعد غزة بمزيد من العقوبات"، مرفقاً تغريدته بصورة لعباس أثناء خطابه في الأمم المتحدة.
أما الشاب والناشط الإعلامي وائل أبو عمر، فقد تساءل عبر صفحته في فيس بوك: "طيب ليش ريسنا ما بيقدر يهدد شلوموا زي ما بيهدد #غزة وحماس ؟!".
وأضاف أبو عمر: "وين المفاجأة في الخطاب ؟؟، وين القنبلة الموقوتة ؟، وين الحضور، وين الاشي؟".
وأرفق الناشط صورة توضح فراغا كبيرا في مقاعد الجمعية العامة للأمم المتحدة قائلاً بتهكم كبير: "متابعة قوية مِن زعماء العالم لكلمة الرئيس المهمة في جلسة الأمم المتحدة".
بدورها، قالت الفتاة بسمة الشوبكي في تغريدة لها عبرة تويتر: "لماذا نعطي قيمة لخطابات عباس الهزلية، ما دام لا يمثل إلا نفسه؟!، إنما نملي لهم ليزدادوا إثما، فليقل ما يقول، الحق يفرض نفسه على هؤلاء وغيرهم، ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو حسبنا ونعم الوكيل"، خاتمة حديثها بـ"#عباس_يمثل_نفسه".
وقال الكاتب براء نزار ريان: "عباس يواجه المؤامرات لتصفية القضية بمزيد من التهديد.. لغزة!"، متسائلاً: "ما هذا الرجل!!".
ووصف الشاب محمد منصور في تغريدته عباس وفريق أوسلو بـ "نكبة فلسطين الثانية"، مغرداً: "أوسلو وعباس وعصابته نكبة فلسطين الثانية#عباس_يمثل_نفسه".
أما الشاب عمر عيسى، فقال: "المقاومة الفلسطينية وحدها من يمثلنا كفلسطينيين والخونة لهم أعواد المشانق #عباس_لا_يمثلني، #عباس_يمثل_نفسه".
وقال المواطن محمد الترامسي: "هذا ليس خطاب مهزومين، هذا خطاب مَن أخذتهم العزّة بالهزيمة".
أما الصحفي ياسر أحمد، عبر صفحته بـ "فيسبوك" قال: "عباس عبر منصة الأمم المتحدة يقول لكم يا أهل غزة: لن نتحمل المسؤولية، السحيجة: خطاب تاريخي حارق مارق"، خاتماً حديثه بوسم "#خطاب_عباس".
وأضاف: "من أخطر ما قاله عباس في نهاية كلمته إعلانه استمراره في محاربة الإرهاب والعنف في كل العالم، صحيح هنا الأنا عالية، ولكنه يقول بالمعنى: لدينا استعداد أن نكون بندقية مأجورة، أو عين مأجورة، لا تفرطوا فينا".
أما الكاتب ياسين عز الدين كتب في فيسبوك: "عباس فاشل حتى في المقاومة السلمية التي يزعم تبنيها، المفروض أن لا يستفز الاحتلال وأمريكا بمدحه الشهداء والأسرى، ومن قبل قال "يخرب بيتك يا ترامب"، ووصف السفير الأمريكي بابن الكلب".
وأضاف: "وفق مبادئه فيجب أن يسحب الذرائع من الاحتلال حتى يحرجه ويخجله أمام العالم، ويدفعه لتقديم تنازلات مقابلة، لكن يقدم للاحتلال 99% من مطالبه، ويتعنت في الـ 1% الباقية، وتصبح هذه الـ 1% ذريعة للاحتلال لكي يرفض تقديم أي شيء للفلسطينيين".
وتابع: "طبعًا هو مدح الشهداء والأسرى حتى يرضي شريحة في المجتمع الفلسطيني ويحافظ على بعض التماسك الجماهيري للسلطة، يتصرف وفق هذه المعادلة لكي يبقى في السلطة وتبقى الأمور كما هي: 99% للاحتلال و1% للشعب الفلسطيني".
أما الصحفية شيماء مرزوق قالت: "الصراحة خطاب تاريخي عالآخر، يا خسارة الحشود في رام الله والخليل وبيروت، #عباس_لا_يمثلني".