خرجت بعض الأصوات التي تنادي بضرورة إعطاء عباس فرصة جديدة وهو يقف في الأمم المتحدة، وعدم تركه وحيدًا، ووصل ببعضهم الدعوة للرأفة والرفق به، وهو الثمانيني والعجوز الذي سيمثل الفلسطينيين في أهم محفل دولي، فيما تعلو أمام ذلك الكثير من الأصوات التي تطالب بضرورة تنظيم فعاليات مناهضة له ولخطابه الذي يرون أن لا يمثلهم، ولن يكون معبرًا عن تطلعاتهم، وما هو إلا نسخة مكررة عن الأعوام الماضية.
قدم الداعمون له مبررات دعمهم، بينما فشلوا في إقناع المعارضين له خاصة أن سجله خلال العام الماضي كارثي على كل المستويات.
عباس سيواصل تمسكه بمسيرة التسوية مع الاحتلال ويكرر مطالبه بالحقوق الفلسطينية ومستجديًا الاحتلال، ويؤكد تمسكه بنبذ (الإرهاب) مشيرًا للمقاومة، وهو الذي قدم كل التطمينات للاحتلال بالحفاظ على الأمن.
استقبل عباس خلال العام الماضي عشرات الوفود من المسؤولين والأحزاب الإسرائيلية، بينما أوصد الأبواب أمام معارضيه.
يأخذ عليه معارضوه أنه مارس انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في الضفة الغربية وعزل قطاع غزة وفرض عقوبات قاسية عليه، أدت لزيادة الأوضاع الإنسانية سوءًا تضاف لإجراءات الاحتلال في حصار غزة.
فشل عباس في العلاقات الدولية وما تم تسويقه بسنوات من أنه إنجاز دبلوماسي ودولي، حيث قامت الولايات المتحدة بنقل سفارتها للقدس، واعترفت بها عاصمة للاحتلال، وفرضت عقوبات على الفلسطينيين ومنظمة التحرير ذاتها.
خلال العام الماضي اتخذ عباس عشرات القرارات الشخصية بعيدًا عن المؤسسات الوطنية، بل خسر حلفاءه في منظمة التحرير.
سلسلة طويلة يسوقها معارضوه في وجه مؤيديه أو من يطالب بالرأفة به أو بإعطائه فرصة. يبقى أمل وحيد أمام اتفاق المؤيدين والمعارضين لعباس أن يقف في الأمم المتحدة ليلوح بعناصر القوة في شعبه.