قائمة الموقع

​اشتيوي أربك الاحتلال فارتقى شهيدًا

2018-09-25T06:51:33+03:00

إلى أين ذهب؟ كعادته إلى الحدود الشرقية لمدينة غزة، ولم يكن يمنعه أحد عن الذهاب في كل يوم، وهناك كعادة قناص الاحتلال الإسرائيلي المتربص بالشباب أطلق رصاصته التي تعرف كيف تستهدف المدنيين السلميين، فأصابت عماد إصابة قاتلة في رأسه، ليرتقي شهيدًا من فوره.

عماد اشتيوي هو شهيد وحدة الإرباك الليلي أول من أمس, كان يهوى الشهادة ويحب تصوير أحداث مسيرات العودة وكل ما يدور على الحدود الشرقية، وبعيد الإعلان عن استشهاده كان والده في دوامه المسائي في معهد الأيتام, حين وصل له خبر استشهاد ابنه, حمد الله كثيرًا, لأنه كان يعلم أنه في يوم من الأيام سيتلقى خبر استشهاد فلذة كبده.

يقول والد الشهيد أبو خالد اشتيوي لـ"فلسطين": "بداية الحمد الله الذي أنال عماد الشهادة, كان دائمًا يتمناها, ويطلبها من الله, كنت أتوقع أن يستشهد عماد", مرجعًا ذلك إلى أن عماد كان يتردد على مخيمات العودة باستمرار, وتلك المناطق معرضة للخطر.

يتمالك نفسه ويظهر لنا أن الصبر يخيم عليه, ولكن صوته لا يدل على ذلك, فالكلام اختنق في حنجرته، وهو يكمل: "عماد كان يهوى التصوير كثيرًا والعمل الصحفي بكل مجالاته, صحيح أنه لم يكمل دراسته الجامعية بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة, ولكنه تعلق بشغف في مجال الصحافة, ورغم الظروف الصعبة إلا أنه كان يطمح بأن يكمل مسيرته التعليمية إن تحسن الوضع في غزة, لكنّ رصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي منعه من إكمالها".

ويوضح أبو خالد بأن ابنه الشهيد يحتل المرتبة الثانية من بين أبنائه, وكان من أكثر إخوته طوعًا وحبًّا لوالديه, وكان يبدي إخوته على نفسه وأكبر دليل أنه لم يكمل دراسته الجامعية, بل ترك الجامعة؛ لأنَّ ظروف العائلة لا تسمح بأن يكون أخوان اثنان في الجامعة, ويصرف لهم مصاريف جامعية مكلفة من مواصلات ورسوم دراسية وشراء كتب دراسية.

ويضيف والد الشهيد: "في كل جلسة له كانت مع والدته أو مع أخواته أو معي أنا حتى, كان لا يتحدث إلا عن الشهادة، وأنه يريد أن يستشهد في سبيل الله وفي سبيل الدفاع عن هذا الوطن المغلوب على أمره".

يحزن شهيدنا في كل يوم يعود فيه إلى البيت دون أن ينال الشهادة, ويحدث والدته ويقول: "يلا انبسطوا اني رجعت الكم وما استشهدت, بس ما تنبسطوا كثير بوعدكم أرجع ثاني وأشارك بالمسيرات لحين ما ألقى الله شهيدًا"، -وفق قول والده-.

لم يستطِع أن يتحدث والد الشهيد عماد عن ابنه كثيرًا، فقد كان يستعد للذهاب إلى مجمع الشفاء الطبي لإحضار ابنه الشهيد للمرة الأخيرة لمنزل العائلة، بعد أن حقق أمنيته ونال الشهادة في سبيل الله، وصدق كلامه بالدم حينما أخبر أهله بأنه سيرجع إلى الحدود ويشارك في جميع فعالياتها حتى ينال ما تمنى.

ووحدة الإرباك الليلي التي كان الشهيد عماد أحد الأفراد العاملين فيها، هي وحدة ضمن الوحدات الفاعلة في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار مثل وحدة الكوشوك، ووحدة الطائرات والبالونات الحارقة، ووحدة قص السلك، ووحدة المساندة" وغيرها من الوحدات والأساليب المبتكرة في مواجهة جنود الاحتلال.

وتهدف الوحدة من خلال عملها الليلي إلى إبقاء جنود الاحتلال في حالة استنفار دائم على الحدود لاستنزافهم وإرباكهم.

واستشهد نحو 185 مواطنًا كان آخرهم الشهيد عماد اشتيوي من حي الزيتون بغزة، فيما أصيب ما يزيد على عشرين ألف مواطن بجراح مختلفة منذ انطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار السلمية شرق قطاع غزة في 30/مارس الماضي، تأكيدًا على حق العودة ورغبة بكسر حصار الاحتلال الإسرائيلي المفروض على القطاع.

اخبار ذات صلة