زفّت عائلة الكحلوت نجلها القائد حذيفة سمير عبد الله محمود ياسين الكحلوت "أبو عبيدة"، الذي قضى شهيداً مع زوجته وابنتيه ونجله، في عملية اغتيال إسرائيلية جبانة، مؤكدة أنه رحل ثابتًا على درب الجهاد والدفاع عن قضية شعبه حتى آخر لحظة.
وقالت العائلة في بيان نعي، إن "أبو عبيدة لم يكن مجرد ناطق باسم كتائب القسام، بل رجل حمل همّ شعبه، وصدح باسم مقاومته، ودفع ثمن ذلك بمحاولات اغتيال متكررة، إلى أن ختم الله له بالشهادة".
وأضافت أن استشهاده كان "خاتمة الأبطال"، وسيرته مسيرة رجل واجه المخاطر دفاعًا عن فلسطين ومقدساتها.
وأشارت العائلة إلى، أن الله أكرم شهيدها بالقبول في الدنيا، وتسأل أن يتقبله في أعلى منازل الجنة، بقدر ما بذل وضحّى، وبقدر ما أحيت كلماته قضية فلسطين في وجدان الناس، وألهبت مشاعر الجماهير في كل مكان.
وأكدت، أن أبو عبيدة عاش مع شعبه معاناته من حصار وجوع وتشريد، ولم ينفصل يومًا عن واقعه أو عن آلام أهله، مشددة على أنه بقي ثابتًا على مبادئه، صادق الكلمة، صريح الموقف، حتى لقي الله شهيدًا، ليختلط دمه بدماء عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني الذين ارتقوا خلال حرب الإبادة.
وعن سيرته، قالت العائلة إن حذيفة كان ابنًا بارًا بوالديه، وأخًا رحيمًا، وزوجًا صالحًا، وأبًا ربّى أبناءه على القرآن، فكانوا حفظة لكتاب الله، مضيفةً أن أخلاقه الإسلامية كانت حاضرة في حياته اليومية، بعيدًا عن الأضواء، وأنه كان زاهدًا في الشهرة، حريصًا على الإخلاص والعمل بصمت.
وبيّنت، أن الشهيد تميز منذ صغره بالذكاء وسرعة البديهة، وكان متفوقًا في دراسته، حصل على درجة الماجستير، والتحق ببرنامج الدكتوراه، لكن انشغاله بواجباته حالت دون إتمامها. كما كان شديد التأثر بآلام المسلمين، صادق المشاعر، حادّ الغضب على الظلم، ومعبّرًا عن ذلك في كلماته وكتاباته.
وأوضحت العائلة، أن أبا عبيدة كان يؤمن بأن النصر يصنعه الإخلاص، وكان يردد دائمًا أهمية أن يكون لكل مؤمن عمل خفي بينه وبين الله، مؤكدة أنه جسّد هذا المعنى في حياته وسلوكه.
وفي ختام بيانها، أكدت عائلة الكحلوت، أنها فقدت رجلًا مؤثرًا على مستوى فلسطين والأمة، لكنها تدعو كل من أحب أبا عبيدة أن يفتخر باسمه، وأن يتمسك بالمبادئ والثوابت التي عاش من أجلها، وأن يواصل السير على دربه، مشددة أن صدق المحبة يكون بالاقتداء، لا بالكلمات.