فلسطين أون لاين

​عواجيز في الفكر؟!

من المؤكد أن الولايات المتحدة الأميركية وسيط نزيه في رعاية المفاوضات الفلسطينية (الإسرائيلية). ويمكن القول بأنها لم تكن من قبل وسيطًا نزيهًا، حتى يسقط عباس عليها هذا الحكم عليها بعد نقلها سفارتها إلى القدس، ووقف مساعداتها المالية للسلطة، وللأونروا، وإغلاقها مكتب منظمة التحرير في واشنطن.

المشكلة أن عواجيز منظمة التحرير، والسلطة، يصحون متأخرين، ويأتون متأخرين. المفترض في العواجيز أنهم الأكثر إحساسًا بالزمان، والأكثر حسابًا له، إلا أن عواجيز المنظمة ليسوا كذلك، فهم الأقل إدراكًا للزمن، والأقل معرفة بتحولاته؟! فالشعب الفلسطيني قاطبة يرى في أميركا عدوا، لا يقل عدوانا على الفلسطينيين من (إسرائيل). الشعب الفلسطيني يعرف هذه الحقيقة منذ النكبة، ثم النكسة، ثم كامب ديفيد، ثم أوسلو. وهو يحاول إقناع عواجيز منظمة التحرير بذلك ولكنهم في غيهم يعمهون، تمسكا بالمال الأميركي، وبكرسي السلطة الذي تحميه أميركا، كما تحمي كراسي وأمن رؤساء وملوك في المنطقة العربية.

مؤخرا أدرك بعض هؤلاء العواجيز أن أميركا وسيطا لا يعرف الحياد والنزاهة، وأنها تنحاز إلى (إسرائيل) انحيازا تاما، وبعد خمسة وعشرين عاما من الرعاية الأميركية المنحازة، والمفاوضات الفاشلة، يكرر عواجيز السلطة والمنظمة ما قاله الشعب منذ نصف قرن، بأن (إسرائيل) هي الولاية الأميركية الحادية والخمسين. هم يقولون بما قاله الشعب ولكن بعد إيقاف أميركا للمساعدات المالية عن السلطة، وبعد أن اتجهت أميركا للحديث مع بدائلهم المحتملين؟!

الوطنية الفلسطينية الشابة لا تقدم المال والكرسي على المعرفة الحقيقية المؤكدة، ومن ثمة يمكن القول بأن القضية الفلسطينية تحتاج في هذه المرحلة إلى قيادات شابة، لا يغريها المال والمنصب، ولا تقفز عن المطالب الشعبية، ولا تغرق في النوم لسنوات طويلة، لتصحوا متأخرة، على معلومات قالها الشعب وبينها الخبراء منذ نصف قرن؟!

أميركا ليست وسيطًا نزيهًا، ولا يجدر بها أن ترعى الملف الفلسطيني، وعلى عواجيز المنظمة والسلطة أن يدركوا حقيقة تجاوز الزمن لفكرهم ومكرهم.