قائمة الموقع

​إعلام السلطة يبحث عن شرعية عباس في مديح أولمرت

2018-09-23T07:03:52+03:00
صورة أرشيفية

سارعت وسائل إعلام تابعة للسلطة في رام الله، إلى نشر تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، التي مدح خلالها رئيس السلطة محمود عباس، وهو ما عدَّه مراقبان أنه محاولة للبحث على شرعية متهالكة في ذهن الشعب الفلسطيني.

وأوضح المراقبان في حديثين منفصلين لـ"فلسطين"، أن تصريحات "أولمرت" لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به، بعد أن أصبح خارج المشهد السياسي الإسرائيلي.

وكان أولمرت، قال خلال لقائه عباس في العاصمة الفرنسية باريس: "إن عباس هو الوحيد القادر على إنجاز "حل الدولتين"، والذي أثبت في الماضي أنه ملتزم في تحقيقه" على حد زعمه.

وزعم أولمرت في تصريحات بثها تلفزيون فلسطين، ونشرتها وكالة "وفا"، التابعان للسلطة: "إن هذا الأمر (أن عباس قادر على تحقيق السلام) سيفهمه ليس فقط شعب الولايات المتحدة وفرنسا وأوروبا، وإنما الفلسطينيون سيفهمون ذلك، كما أنه مهمّ جدًّا أن يفهم ذلك الشعب الإسرائيلي".

شرعية متهالكة

غير أن رئيس مركز فلسطين للدراسات الإستراتيجية إياد الشوربجي؛ يقول إن السلطة وإعلامها تحاول الحفاظ على شرعيتها المتهالكة في ذهن الشعب الفلسطيني، "هذه الشرعية التي لم تتجدد عبر انتخابات أو استفتاءات أو أي وسيلة شرعية ديمقراطية أو حتى باللجوء إلى المقاومة وشرعيتها".

وأضاف الشوربجي أن الاتهامات باتت واضحة للسلطة "بالمشاركة في صفقة القرن"، فيما تتشبث بعملية التسوية وتواصل فرض إجراءاتها العقابية، وخنق قطاع غزة.

وعدَّ أن أولمرت مهما أشاد بعباس وحقبته فدوره السياسي انتهى، واعتقل في سجون الاحتلال بعد أن كان رئيسًا لوزرائه، وخرج من السجن حديثًا، وليس له حاضر أو مستقبل سياسي حتى يكون له تأثير في الساحة السياسية الإسرائيلية، فيما رأى أن عباس وفريقه يحاولون التشبث في بقع من السراب في ظل الأجواء المعتمة لعملية التسوية المسدودة.

وذكَّر أنَّ الاحتلال تنكر لعملية التسوية وأجهضها بالشراكة مع الإدارة الأمريكية، وباتت القضية الفلسطينية مهددة بشكل كلي.

وتابع: "موضوع التسوية انتهى وتجاوزه الأمريكان والإسرائيليون، لكنه المسار الوحيد الذي يرى فيه عباس وفريقه شرعيتهم، وهم يحاولون إنعاش هذا المسار ولو بشكل وهمي وإبقائه حيًّا حتى لو لم يطبق منه شيء على أرض الواقع".

من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت برام الله، د. نشأت الأقطش، أنَّ أولمرت خارج المشهد السياسي، وتصريحات لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به بعد أن كان رئيس وزراء سابقًا.

وأشار الأقطش إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، كتب كتبًا رائعة عن الفلسطينيين، ولكن ماذا فعل عندما كان رئيسًا، وكذلك الرئيس جورج بوش؟

وذكر أن أولمرت لم يوافق على خطة تسوية مع الفلسطينيين قط، ولم يطرح خطة حقيقية لـ"حل الدولتين".

وقال: إنه "لم يُعرض طوال المئة عام الماضية أي شيء يستحق أن يدرس من سياسي إسرائيلي في المكتب، لكن بعدما يخرج هذ السياسي، لا يجب أن ننظر إلى ما يقول، فلا قيمة له".

ونبَّه على أن الإعلام الرسمي للسلطة نشر تصريحات أولمرت؛ لاهتمامه بأي شيء يمدح رئيسها عباس.

وفي عهد أولمرت، شنَّ جيش الاحتلال عدوانًا موسعًا بدأ صباح الـ27 من ديسمبر/ كانون الأول عام 2008م وامتد لـ23 يومًا، مخلِّفًا أكثر من 1400 شهيد، وما يزيد على 4 آلاف مصاب، وفق أرقام حقوقية.

اخبار ذات صلة