تمكنت خريجات من قطاع غزة من إنشاء مشروع يهدف إلى عمل عروض تسويقية باستخدام تقنيةD3 Projection Mapping، أو ما يسمى بالإسقاط الضوئي الثلاثي الأبعاد، وهي تقنية تستخدم لأول مرة في قطاع غزة خاصةً وفي فلسطين عامةً، وتستخدم عالميًّا في عمل عروض على المباني التاريخية لتشجيع السياحة ولتسويق المنتجات والابتكارات.

تجارب مختلفة

وتمكن الفريق القائم على المشروع - وهو من اختصاص الوسائط المتعددة التابع لقسم تكنولوجيا المعلومات – من الفوز بالمركز الثاني في جائزة أمير عنان لأبحاث التخرج ومشاريع التخرج والتي تنظمها الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، والطالبات هن أزهار فرحات وياسمين عجور ووفاء أبو مسامح وإسراء صبرة.

وقال المهندس القائم على المشروع محمد حسونة، إن الطالبات يقمن بتصميم مجسم يحمل اسم الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية وشعارها، وأسقطت مقاطع عرض مرئية تسويقية للكلية الجامعية باستخدام برنامجي After Effect وD3 Max.

وأوضح حسونة أن الطالبات القائمات على المشروع نفذن تجارب مختلفة ومتنوعة باستخدام هذه التقنية الجديدة نسبيًّا في فلسطين.

وأشار إلى أنه قُدم عرض خاص لهذه التقنية خلال احتفالات تخريج الفوج التاسع عشر في الكلية أمام جمهور واسع من الطلبة والخريجين والأهالي، وحازت على إعجابهم وأثارت انبهارهم من روعتها ودقة تنفيذها.

المعدات اللازمة

ولفت حسونة إلى أن هذا المشروع فتح أمام الطالبات الأفق للخروج من حيز التفكير التقليدي الضيق، ومحاكاة الأفكار القائمة في المجتمع، والانطلاق نحو الإبداع والتألق، وامتلاك الجرأة والثقة بالنفس؛ لتناول مثل هذه الفكرة التي واجهن العديد من التحديات في تنفيذها، ولكنها تذللت من خلال العمل المشترك، والطموح الواسع، والإرادة الصلبة.

ونبه إلى أنه يطمح لتطوير هذه التقنية بتوفير المعدات اللازمة؛ ليتمكن الفريق من عمل عروض تشجع السياحة الداخلية، وإحياء الأماكن الأثرية في قطاع غزة، ولفت الانتباه لها محليًّا وعالميًّا، إلى جانب تكوين شركة تقدم عروضًا تسويقية لمختلف المنتجات والشركات في قطاع غزة وفلسطين.

وقال: "يمكن الاستفادة من هذه التقنية كثيرًا في عرض عروض ثلاثية الأبعاد، مثل عروض الإعلانات أو الإعلانات السياحية، فعلى سبيل المثال يمكن لتجار العقارات، أو أصحاب العمارات الضخمة استخدام هذه التقنية في التسويق لمشاريعهم، فهي تعرض الأماكن كما لو كانت حقيقية".

مجسمات ثابتة

وأضاف مدير المشروع: "هذه التقنية أشبه بعروض الـ3d التي عرضت على برج خليفة في دبي، وهي تقنية جديدة يمكن الاستفادة منها في الكثير من البرامج وتقدم العروض بطريقة ممتعة جداً، وتقرب الصورة بجمال، وتشعر المشاهد أنه يرى أشياء حقيقية، لكنها هي فعليًّا مجسمات ثابتة".

ويطمح حسونة من خلال هذه التقنية للقيام بأعمال جديدة، وهو يدرس إمكانية استخدامها في الهواء، وإمكانية عمل عروض جديدة من خلالها.

وتابع حسونة قوله: "يمكن الاستفادة منها كذلك في عمل مشاهدة خيالية، وهي بدورها تساعد كثيرًا على تشجيع السياحة، وجذب السياح والترفيه عنهم، وكذلك يمكن لمؤسسات القطاع استخدامها لشرح بعض الدروس وتبسيطها، بحيث يستطيع المشاهد فهمها بسهولة ويسر".

عروض خيالية

ويأمل أن يستطيع عمل عروض خيالية للجمهور، سواء عن طريق الأماكن السياحية والتراثية الموجودة في قطاع غزة، مثل قصر الباشا، والقلعة، أو من خلال الأسطح الفارغة لإمتاع المشاهدين، وتغيير الصورة النمطية عن غزة، أنه لا يوجد فيها تطور.

وبين حسونة أنه يمكن كذلك للشركات الكبرى في قطاع غزة استثمار هذه الفكرة للترويج للمنتجات المحلية، أو حتى المستوردة، فهي تشكل نقلة نوعية كبيرة، مبدياً أمله في أن يتمكن من تطويرها أكثر لتنفذ في الضفة الغربية وقطاع غزة في المستقبل القريب.