فلسطين أون لاين

​الطريق مغلق؟!!

ما فتئت حماس والجهاد تطالبان فتح وعباس بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وفتح الباب أمام الفصائل غير المنضوية تحتها للدخول فيها، بصفتها البيت الفلسطيني الذي يجمع الكل الفلسطيني. جاء آخر هذه الدعوات, أمس, على لسان خالد مشعل في كلمته أمام المؤتمر العلمي الأول بمناسبة ثلاثين سنة على قيام حماس، الذي يعقد في غزة.

ما من أحد في فلسطين المحتلة وخارجها إلا وطالب بإعادة بناء منظمة التحرير وإصلاحها, منذ أن تفككت بعد الإعلان عن اتفاقية أوسلو، غير أن هذا لم يحدث، وربما لن يحدث، لأسباب ذاتية فلسطينية، وعربية، ودولية، وإسرائيلية.

أما الأسباب الذاتية الفلسطينية: فإن فتح لن تغامر بإعادة بنائها وإصلاحها وإعادة تشكيلها من الكل الفلسطيني، لأنها ستفقد حتمًا سيطرتها عليها وعلى مؤسساتها المنبثقة عنها، وستزاحمها حماس، والجهاد الإسلامي، وسيعزز هذا من قوة الفصائل اليسارية، وبالتالي سيخضع مشروع الاعتراف (بإسرائيل)، والتفاوض معها مباشرة لإعادة تقييم، وربما يسفر التقييم عن حلّ السلطة، ووقف التفاوض، والعودة إلى خيار المقاومة. وعليه تشترط فتح على حماس وغيرها الاعتراف بالاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير، قبل الدخول إلى المنظمة؟! وهذا الشرط ترفضه حماس والجهاد؟!

وأما الأسباب العربية: فتكمن في رفض الدول العربية دخول المنظمات الإسلامية إلى المنظمة، ورفضها العودة إلى خيار المقاومة، ورفضها ترك المفاوضات، وحل السلطة، ناهيك بأنها ترفض خروج منظمة التحرير من عباءة جامعة الدول العربية، والدول الموجهة للقرار الفلسطيني كالسعودية ومصر. وبالتالي تقبل الدول العربية بمنظمة مشلولة تسيطر عليها فتح، ولا تقبل بمنظمة فاعلة فيها حماس والجهاد؟!

وأما الأسباب الدولية: فتكمن في أميركا والدول الأوروبية التي اعترفت بالمنظمة، فهي اعترفت ببرنامج التفاوض، واتفاقية أوسلو، ولن تقبل أن تبقي اعترافها بمنظمة تغير برنامجها التفاوضي، وتتنكر لأوسلو، وتستوعب منظمات مقاومة لا تعترف (بإسرائيل) وأوسلو؟!

وأما السبب الأخير، وربما كان هو السبب الحاكم، أن (إسرائيل) ترفض دخول حماس والجهاد إلى المنظمة قبل الاعتراف (بإسرائيل)، وبالاتفاقيات التي وقعتها المنظمة.

إن دعوة مشعل الأخيرة ستذهب أدراج الرياح، كما ذهبت دعوات أخرى سابقة، وبالتالي لن ينعقد الإطار القيادي لمنظمة التحرير لمتابعة ملف المنظمة كما هو في الاتفاقات الموقعة في القاهرة، ولن تضغط القاهرة على عباس لعقده، وقد تشهد الساحة الفلسطينية لاحقًا نهاية مأساوية للمنظمة لصالح السلطة في رام الله، وبالتالي على الفصائل خارج المنظمة أن تتدبر أمرها، فالأبواب مغلقة بأربعة أقفال محكمة؟!