فلسطين أون لاين

​جرحى مسيرة العودة يحتجّون على تأخير سفرهم للعلاج

...
جانب من الوقفة (تصوير / رمضان الأغا)
غزة - جمال غيث

بصرخات أنهكها الألم والحصار الإسرائيلي وتجاهل المسؤولين في رام الله، ناشد جرحى مسيرات العودة وكسر الحصار بقطاع غزة، كافة المعنيين لتسهيل سفرهم لتلقي العلاج في مستشفيات الخارج، لتجنيبهم التعرض لمضاعفات قد تؤدي إلى بتر أجزاء من أجسادهم.

واحتج هؤلاء، خلال وقفة نظموها قرب مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، أول من أمس، على تأخر سفرهم، مرددين هتافات منددة بالحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.

وبصوت متعب طالب الجريح رامي الغلبان، بالعمل بسرعة للسماح له بالسفر لتلقي العلاج بالخارج والحيلولة دون بتر ساقه.

ويعاني الغلبان (41 عامًا) من إصابة تعرض لها بساقه اليمنى بعد إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار عليه خلال مشاركته في مسيرة العودة في 3 آب/ أغسطس الماضي.

وتتعمد سلطات الاحتلال الإسرائيلية المتمركزة على الحدود الشرقية لقطاع غزة إطلاق النار على المتظاهرين السلميين في محاولة منها لردع سكان القطاع عن المشاركة في المسيرات التي تنادي بعودة اللاجئين إلى قراهم التي هجروا منها عام 1948 وبرفع الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 12 عامًا.

ونجم عن إصابة الغلبان، وهو من سكان مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، قصور في عظم ساقه يقدر بـ5 سم في العظم، بالإضافة إلى جرح بطول 15 سم، ما دفع الأطباء لتثبيت جسر من البلاتين على ساقه اليمني.

ويشير الغلبان، لصحيفة "فلسطين" الذي يعيل أسرة مكونة من ثمانية أفراد، إلى أنه أجريت له عدة عمليات جراحية لتجنيبه بتر ساقه، وهو بحاجة ماسة للسفر للخارج لاستكمال علاجه.

ويأمل أن يعالج ليعود إلى ممارسة حياته مجددًا بعد أن توقف عن العمل بسبب إصابته.

بينما ناشد الجريح أيمن جهاد، كافة المعنيين للإسراع في إنهاء معاناته والسماح له بالسفر لتلقي العلاج بالخارج كون حالته بحاجة لعرضها على مختصين.

ويشير جهاد لصحيفة "فلسطين"، وهو من سكان مدينة غزة، إلى أنه أصيب بشظايا رصاص متفجر خلال مشاركته في مسيرة العودة بمخيم ملكة شرق مدينة غزة، في 6 تموز/ يوليو الماضي، ما تسبب بإعاقة جعلته رفيق عكازين طبيين.

وبين أنه أجريت له عدة عمليات جراحية انتهت باستخراج بعض الشظايا من جسده في حين تبقت أخرى ويرفض الأطباء إخراجها خشية من إصابته بشلل وفق قوله، لافتًا إلى أن بعض الشظايا لا تزال في ركبة رجله اليمنى وأخرى بالحوض من الجهة اليسرى.

ولا تختلف الحال كثيرًا بالنسبة لأحمد أبو عطايا، الذي أصيب في يده اليمني خلال مشاركته في مسيرة العودة شرق مدينة غزة، بداية الشهر الماضي.

وتسببت إصابة أبو عطايا (27 عامًا)، بقطع عدد من الأعصاب، وبتر في الأوردة والتي انتهت بإجراء عمليتين جراحيتين وتثبيت جسر من البلاتين على يده اليمني.

ويناشد أبو عطايا، السلطة في رام الله لتمكينه من السفر من أجل العلاج بالخارج لإجراء عمليات جراحية لاستعادة تركيب الأعصاب والأوردة وتجنيبه بتر ساقه.

ويتساءل باستنكار: "أهكذا يتم تكريم من دافع عن وطنه بحرمانه من السفر لتلقي العلاج؟!".

واستشهد قرابة 175 فلسطينيًا بينهم أطفال وفتيات ومسنون وأصيب نحو 19 ألفًا منذ انطلاق فعاليات مسيرة العودة في 30 مارس/ آذار الماضي، وفق إحصائيات وزارة الصحة.

ويصر الفلسطينيون على مواصلة الاحتشاد على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، رغم قمع قوات الاحتلال للمسيرات السلمية، واستخدام القوة المفرطة والمميتة والأسلحة المحرمة.