يخوض الأسير خضر عدنان في سجن "ريمون" الإسرائيلي، معركة أمعاء خاوية جديدة، ليست احتجاجًا على اعتقاله إداريًا هذه المرة كما اعتاد سابقًا، وإنما ضد اعتقاله تعسفيًا وتوجيه لائحة اتهام "ملفقة" ضده.
ومضى على إضراب الأسير المحرر الذي أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله والزج به خلف قضبان سجونها، 14 يومًا على التوالي، تراجعت فيها حالته الصحية.
وقال الناطق باسم مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى طارق أبو شلوف، إن الشيخ عدنان أضرب عن الطعام لأن سلطات الاحتلال قدمت لائحة اتهام ملفقة، حوكم عليها سابقًا وأمضى بموجبها سنوات طويلة خلف قضبان السجون، ودفع ثمن التهم الملفقة.
وبين أبو شلوف لصحيفة "فلسطين"، أن اللائحة الجديدة تتهم خضر عدنان –من بلدة عرابة قضاء مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة- أنه قيادي في حركة الجهاد الإسلامي، وفاعل بالمسيرات والفعاليات التضامنية مع الأسرى.
وعدَّ أن إدارة سجون الاحتلال تحاول الالتفاف على ما أمضاه الشيخ عدنان من عمره أسيرًا خلف قضبان السجون، وتريد الزج به من جديد تحت هذه التهم.
وردًا على ذلك، خاض عدنان الإضراب عن الطعام من أجل إسقاط سياسة الاعتقال التعسفي، ولفت انتباه المؤسسات الدولية إلى ما يحدث في سجون الاحتلال، وفق أبو شلوف.
ويعدّ عدنان، الأسير الأول الذي خاض معركة أمعاء خاوية لوحده رفضًا لاعتقاله إداريًا، استمر أكثر من 60 يومًا، قبل أن تتوصل إدارة السجون إلى اتفاق معه يقضي بإطلاق سراحه مقابل إنهاء إضرابه.
ولاحقًا، اعتقلت قوات الاحتلال عدنان العديد من المرات، وزجت به في سجونها، وخاض معارك أمعاء خاوية للإفراج عنه.
ويقول أبو شلوف، إن الاحتلال يتهرب ويتملص من جميع الاتفاقيات التي تبرم مع أي معتقل أو أسير، لذلك ليس غريبًا أن يعود لهذه السياسة وأن يتهرب من الاتفاقيات التي أبرمت مسبقًا مع الشيخ عدنان.
وأضاف أن "المؤسسات المدافعة عن حقوق الإنسان والديمقراطية، تقف عاجزة أمام ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، وعليها الانتصار لمعارك أمعاء الأسرى الخاوية ضد انتهاكات إدارة السجون".
وتضامنًا مع الأسير عدنان، رفع مشاركون في مسيرات العودة وكسر الحصار السلمية شرقي قطاع غزة صورًا له أول من أمس.
وأكد الناطق باسم مهجة القدس، أن الفعاليات التضامنية مع عدنان، مستمرة ولن تتوقف حتى تحقيق مطالبه التي أضرب لأجلها.
من جهته، قال مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين، عبد الله قنديل، إن الاحتلال يستهدف الشيخ عدنان على وجه التحديد كونه رمزا من رموز الحركة الأسيرة، واستطاع أن يسجل أكثر من انتصار على إدارة السجون في زمن قياسي.
وأضاف قنديل لصحيفة "فلسطين"، أن "الشيخ عدنان استطاع إحراج أجهزة أمن الاحتلال وإدارة سجونه، ومخابراته، بانتصاره في معارك الأمعاء الخاوية التي خاضها رفضًا لاعتقاله الإداري.
وذكر أن عدنان حفَّز عددا كبيرا من الأسرى المعتقلين إداريًا، وقد دخلوا في معارك مع إدارة السجون حتى إطلاق سراحهم، ولهذا الاستهداف المباشر للشيخ خضر.
ولفت إلى أن سلطات الاحتلال وباعتقال الشيخ عدنان من جديد خالفت الاتفاق الموقع بين محاميه وإدارة السجون، مضيفًا: "هذا الاتفاق كان على ورق، لكن الاحتلال يحكم بشريعة الغاب ومنطق القوة، ولذلك اعتقل عدنان بدون مبرر، ولفق له لائحة اتهام".
ونبَّه قنديل إلى ضرورة توفر حراك فلسطيني على المستويات الرسمية والشعبية والفصائلية، تضامنًا مع الشيخ عدنان والأسرى جميعهم القابعين خلف قضبان السجون.
وأشار إلى أهمية المسار القانوني في الدفاع عن الأسرى وحمايتهم من انتهاكات الاحتلال المستمرة بحقهم، داعيًا السلطة في رام الله ومنظمة التحرير إلى ملاحقة قادة الاحتلال قضائيًا، وإحالة الملفات التي توثق الانتهاكات بحق الأسرى إلى المحاكم الدولية.