فلسطين أون لاين

​بعد تصريحات عريقات بتضييع الاتفاق لحق العودة

فصائل تتساءل عن إنكار السلطة طيلة 25 عامًا فشل أوسلو

...
غزة - نور الدين صالح

تساءلت فصائل فلسطينية في قطاع غزة، عن سبب إنكار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لحقيقة تضييع أوسلو للحقوق الفلسطينية، والتي أقر أمين سرها صائب عريقات بتضييع الاتفاقية لحق عودة اللاجئين بقبولها بما ورد في وثائق إعلان المبادئ التي وقعت قبل ربع قرن.

وفي مقابلة لصحيفة "معاريف" العبرية، قال عريقات، الجمعة الماضية: "لقد فشلنا في تطبيق اتفاق أوسلو، ويجب أن نعترف بذلك"، متسائلًا: "إذا كنت أريد حق العودة، لماذا أقدم هذه التنازلات، لماذا لست متمسكًا بفكرة الدولة الواحدة مع مساواة في الحقوق؟".

وأضاف: "نحن لم نوقف أبدًا، ولو للحظة واحدة، التعاون الأمني معكم (إسرائيل) ومع الأميركيين".

وأكد القيادي في حركة حماس الدكتور سامي أبو زهري، على السلطة في رام الله، متورطة في تصفية حق عودة اللاجئين.

وقال في تصريح مُقتضب عبر "تويتر": "تصريحات عريقات بشأن حق العودة والتعاون الأمني تؤكد أن السلطة متورطة بتصفية حق العودة".

وأضاف أبو زهري: "التعاون الأمني ومحاربة المقاومة ليست اجتهادًا وإنما عقيدة؛ أمثال عريقات لهم الحق أن يفتخروا أنهم الكنز الاستراتيجي للاحتلال".

وأجل اتفاق أوسلو ما أسماها قضايا الحل النهائي إلى ما بعد خمس سنوات من توقيع الاتفاق. والمقصود بقضايا الحل النهائي أو الدائم هو تلك القضايا المعلقة للمرحلة النهائية من مراحل التفاوض الفلسطيني الإسرائيلي التي بدأت منذ مؤتمر مدريد للتسوية عام 1991 مرورا بأوسلو 1993.

وهذه القضايا كما جاء في الوثائق الرسمية تتمثل في: اللاجئين وحق العودة، القدس، المستوطنات، الدولة.

بدوره، عّد الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب، تصريحات عريقات "ليست مفاجئة".

واستدرك شهاب في حديث لصحيفة "فلسطين" قائلا: "لكن الغريب هو حالة الإنكار السابقة، ومحاولة خداع الرأي العام بإظهار مواقف مغايرة".

وأضاف: "كنّا نعرف مدى عجز المفاوضات الفلسطيني عن تحقيق أي نتائج على الصعيد الوطني، وأنها ستار فقط لنهب الأرض ومزيد من التوسع".

وأوضح أن الحقائق تتكشف من حين لآخر حول التنازلات والتراجعات التي قدمها المفاوض الفلسطيني على طاولة المفاوضات، مشددًا على أن "هذا الفريق لم يعد مستأمنًا على القضية الفلسطينية وتمثيله فاقد لأي شرعية".

ورأى شهاب أن تصريحات عريقات بفشل أوسلو وتضييعه لحق العودة "تحمل في طياتها مدلولات خطيرة على الصعيد السياسي، فهي تضع مؤشرات واضحة عن طبيعة سير المفاوضات"، مشيرًا إلى أن شواهد أخرى كشفت عنها بعض الوثائق الأخرى المُسربة ومعظمها محاضر اجتماعات تفاوضية تعطي ذات المدلول.

وبيّن أن ما يجري اليوم من حرب على قضايا اللاجئين والعودة والتنسيق الأمني وملفات الاقتصاد والمياه وغيرها هو نتاج لهذه التنازلات.

إشارات سلبية

من جانبه، رأى عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية محمود خلف، أن تصريحات عريقات "مُضرة وتُعطي إشارات سلبية، لمن يريد أن يبني عليها موقفًا فلسطينيًا".

وقال خلف لصحيفة "فلسطين": "اعتراف عريقات يأتي في وقت خاطئ وغير مناسب، ولا داعي لها في ظل حالة الانتفاضة والتمسك بحق العودة في قطاع غزة وكل مناطق اللجوء والشتات".

وأضاف: "لسنا بحاجة إلى تصدير مواقف، إنما أن نكون بجانب شعبنا من خلال تفعيل الساحات الأخرى للتمسك في هذا الحق، والوقوف في وجه ممارسات الإدارة الأمريكية".

وشدد خلف على عدم التنازل عن حق العودة ولا التسليم بأي إجراءات تنفذها سلطات الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية، عادًا تصريحات عريقات "مُجاراة من السلطة الفلسطينية لتسويغ التنازل عن حق العودة".

وقال: "إن اعتراف عريقات بفشل أوسلو يحمل في طياته عوامل فشل الاتفاق من بنيته الأساسية، لأن الاتفاق بني على رمال متحركة ولم يبنَ على أساس وإجماع وطني ولا على الثوابت الوطنية الفلسطينية".

وأشار خلف إلى أن اتفاقيات أوسلو كانت سرية ولا يعلم أحد شيئًا عنها سوى فريق أوسلو بحد ذاته، مشيرًا إلى أن الاتفاقية "بلا مرجعيات سياسية".