فلسطين أون لاين

​الحصاد المرّ (٢)

صفقة القرن ترجمة لوثيقة وقعها عباس بيلين نقطة وأول السطر؟!! وعباس لا ينكر الوثيقة؟!!

ما أضر بالقضية الفلسطينية، والحقوق الفلسطينية شيء مثلما أضر بها اتفاق أوسلو الذي انفردت به بعض قيادات المنظمة من خلف ظهر الشعب الفلسطيني، حيث استقوت بأميركا ودول عربية على تنفيذه وتمريره رغم أنف الشعب والمعارضين له.

لم يقف الضرر عند إحباط انتفاضة الحجارة، وكسر شوكة المقاومة، وإخراج فتح من الكفاح المسلح، وتكريس احتلال (إسرائيلي ديلوكس) للضفة والقدس، وفتح أبواب التطبيع مع الدول العربية، بل تجاوز ذلك إلى الثوابت الفلسطينية، وقضايا الحل النهائي: القدس، والحدود، واللاجئين، والمياه، والدولة.

في الذكرى الخامسة والعشرين لتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، نتذكر أن زعماء التفاوض زعموا أن سنغافورا فلسطين ستقوم، وزعموا أن قضايا الحل النهائي ستحل بعد خمس سنوات من التوقيع، أو خلالها، والدولة الفلسطينية على مرمى حجر؟! واليوم وبعد هذه المدة الزمنية الطويلة، وصلنا إلى نهاية الهزيمة: (لا قدس، ولا لاجئين، ولا عودة، ولا دولة، ولا أونروا، ولا حدود، ولا سيادة، ولا معابر، ولا مطار، ولا ميناء)، فقط طعام وشراب، وفساد واختلاس، ومنظرة فارغة، ورئاسة تحت البساطير؟! وعمالة للمحتل بتمويل أميركي سنوي بـ(76) مليون دولار؟!

الأدهى والأمرّ من ذلك، وكله مرّ مرارة العلقم والهزيمة، أن صفقة القرن التي يقوم بتنفيذها الرئيس الأميركي ترامب من طرف واحد، هي تطبيق شبه كامل لما تمّ الاتفاق عليه بين عباس وياسر عبد ربه من طرف، ويوسي بيلين في عام 1995م من طرف آخر، حيث جاء في الوثيقة أن تكون أبو ديس والعيزرية، هي القدس الفلسطينية، وأن تضم (إسرائيل) القدس، وتسمح بإقامة مجلس بلدي عربي في القدس الشرقية يخضع لبلدية أورشاليم؟! وجاء فيها تصفية مشكلة اللاجئين وحق العودة من خلال التوطين، وإنهاء وجود الأونروا، وتشكيل هيئة دولية جديدة مكانها، وهذه الإجراءات يقوم بها ترامب الآن، لأنه يمتلك وثيقة فلسطينية إسرائيلية تنص على ذلك، وتنص الوثيقة على الكونفدرالية التي أقر بها عباس منذ أيام، وتنص على بقاء جيش الاحتلال في غور الأردن، وتنص على مرحلة تجريبية (حسن نواية) لمدة عشر سنوات، تجدد تلقائيا لعشر سنوات أخرى؟! هذا بعض ما في الوثيقة، والتفاصيل التفريطية المذلة المهينة فيها كثيرة فيها؟! الوثيقة الموقعة في عام 1995م ينبغي أن يقرأها كل فلسطيني، وعندها سيدرك جحم الخداع والتضليل الذي مارسه عباس مع الشعب الفلسطيني، بل وحجم الكذب، والمهاترات والمزايدات التي ما زال يمارسها هو ومن حلوله ضد الشعب، دون حياء لا من الله ولا من الشعب.