فلسطين أون لاين

احتجاجاً على هدم المنازل في "أم الحيران"

إضراب شامل يشل الحياة في أراضي الـ48

...
نساء من أم الحيران يجلسن على حطام منازلهن التي دمرها الاحتلال (أ ف ب)
الناصرة / غزة - نبيل سنونو - الأناضول - عرب 48م

شلَّ الإضراب العام الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، الخميس 19-1-2017 ، ودخلت في حداد لمدة ثلاثة أيام ابتداءً من اليوم ، في مقدمة خطوات تصعيدية نضالية ضد مخططات الاحتلال الإسرائيلي، واحتجاجًا على هدم منازل في قرية أم الحيران بالنقب المحتل.

وشمل الإضراب - الذي جاء بقرار من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية- جميع المرافق الحياتيةوالسلطات المحلية بما فيها المدارس التي امتنع طلابها عن الدوام فيها، واتشحت الأراضي الفلسطينية عام 48م بالأعلام السوداء حداداً على روح الشهيد يعقوب أبو القيعان الذي استشهد برصاص شرطة الاحتلال الإسرائيلي،ـ

وكان رئيس لجنة المتابعة محمد بركة، قد دعا المجتمع الدولي إلى فرض الحماية الدولية على الجماهير العربية، على ضوء استفحال عدوانية مؤسسة الاحتلال الإسرائيلي الحاكمة ، بأوامر واضحة صادرة عن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وبإجماع حكومته".

وشددت لجنة المتابعة على ضرورة الحشد لمظاهرة السبت المقبل، في بلدة عارة لتكون صرخة كبيرة، ردًا على جريمة أجهزة الاحتلال في "أم الحيران".

و من جهته ، أشار الشيخ كمال الخطيب، رئيس لجنة الحريات في لجنة المتابعة في حوار مع "الأناضول" أمس ، إلى أن اللجنة قررت أن تخصص أول حصتين في المدارس لنشاطات تربوية "تُطلع الطلاب على حقيقة ما يجري".

وأضاف: "سيتم عقد اجتماع موسع للجنة المتابعة العليا اليوم لإقرار سلسلة من الخطوات, ولكن تم إقرار تنظيم مظاهرة في مدينة قلنسوة السبت ومسيرة بالسيارات من قلنسوة إلى مقر حكومة الاحتلال في القدس يوم الإثنين".

حملة شعواء

وقال النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي، عبد الله أبو معروف: إن الجماهير العربية ستنفذ خطوات تصعيدية نضالية منها مظاهرات تجوب جميع الشوارع نحو القدس المحتلة، معربًا عن ثقته بأن هذه الخطوات ستثمر نتيجة معينة لوقف "هذه الممارسات التعسفية العنصرية" التي يقوم بها الاحتلال.

وأوضح أبو معروف، لصحيفة "فلسطين" أن النائب أسامة السعدي تلقى ضربات في رجليه وبطنه وركلات من قبل شرطة الاحتلال، وأغمي عليه ونقل إلى مستشفى سوروكا بينما أصيب النائب أيمن عودة بعيار ناري مطاطي في رأسه، وهو ما أثبتته الفحوصات الطبية.

وبيَّن أن "هذه الهجمة الشرسة الفاشية المرفوضة تهدف إلى تركيع ليس فقط الجماهير العربية بل أعضاء القائمة العربية المشتركة بشكل أو بآخر".

وأكد أن سلطات الاحتلال تسعى إلى منع النواب العرب من أن يكونوا جنبًا إلى جنب مع أبناء الشعب الفلسطيني، في الداخل المحتل، فيما يتعرضون له من مأساة، جراء هدم بيوتهم.

لكنه شدد على أن النواب العرب يقومون بواجبهم، في الدفاع عن أبناء شعبهم الفلسطيني، متهمًا شرطة الاحتلال بتنفيذ حملة شعواء ضدهم والتحريض عليهم بهدف ثنيهم عن القيام بواجبهم.

وعما إذا كان النواب سيتخذون خطوات قانونية بعد هذا الاعتداء بحقهم، قال إنه لا شك في اتخاذ خطوات قانونية، لكنه وصف القانون الذي سنه الاحتلال، بأنه "كالمطاط، يمكن أن يفسروه (سلطات الاحتلال) كيفما شاؤوا".

ونوه إلى أن من بنود الحصانة لأعضاء "الكنيست" أنه في حالات معينة، الذي يقرر هو المسؤول عن الأمن في ساحة الحدث.

وأعرب عن ثقته بأن هذه الهجمة التي ينفذها الاحتلال لن تنجح، مشيرًا إلى أن الجماهير العربية متجذرة بأرض الآباء والأجداد، وأن التجارب عبر التاريخ أثبتت ذلك.

وتابع: "نحن بقينا هنا (في فلسطين المحتلة) وعلى ثقة في هذه الظروف أن الجماهير العربية هنا ستخرج منتصرة وهي موحدة، ونضالها سيتفاعل على المستوى الشعبي والجماهيري بشكل متسارع".

وبشأن الوضع الميداني في "أم الحيران"، قال النائب العربي في "الكنيست": "خرجنا منها مع الأسف الشديد بمأساة وألم عميق لا أستطيع التعبير عنه، وبقي حطام بيوت أصحاب الأرض، البيوت المهدمة هناك".

ووصف ما يجري بأنه "مأساة حقيقية وصعبة جدًا لا يمكن وصفها"، مبينًا أنه لا يمكن لأحد التكهن بما سيجري غدًا أو بعد غد، مؤكدًا في الوقت ذاته، وجود "نوايا خبيثة" لدى سلطات الاحتلال لهدم البيوت العربية في هذه المنطقة، وإقامة مستوطنة بدلًا منها، موضحًا أن هذا المشروع الاستيطاني مخطط له من قبل وزير الزراعة في حكومة الاحتلال "العنصري اليميني المتطرف" أوري أرئيل.

حكومة عنصرية

كما حمل النائب العربي السابق وعضو لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، طلب الصانع، حكومة الاحتلال المسئولية عما جري في أم الحيران، واصفا ذلك بأنها "جريمة فاشية ارتكبتها عصابة وحكومة عنصرية".

وقال الصانع لصحيفة "فلسطين": إن "هدم قرية عربية كاملة وإطلاق النار على صاحب البيت، وتيتيم أطفاله ومن ثم هدم منزله، هو أسوأ تجليات الفاشية، وتكذب مزاعم الديمقراطية الإسرائيلية التي تدعيها سلطات الاحتلال زورًا وبهتانًا".

من جانبه، قال رئيس المجلس الإقليمي للقرى العربية غير المعترف بها في النقب، عطية الأعسم: إن "ما جرى في أم الحيران جريمة ضد الإنسانية وجريمة وفق القانون الدولي الإنساني، ويكشف مدى حقد هذه الحكومة ورئيسها على العرب".

وأضاف الأعسم، لصحيفة "فلسطين": إن "نتنياهو يحاول التغطية على قضايا الفساد المتهم بها، ولفت الأنظار عنه عبر عمليات الهدم في أم الحيران".

هذا، وهاجم وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال، جلعاد أردان، النواب العرب في "الكنيست"، وحملهم مسؤولية ما يجري في "أم الحيران".

واتهم أردان وفق الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" العبرية، النواب العرب بالتحريض ضد عناصر شرطة الاحتلال، داعيًا المستشار القضائي لحكومة الاحتلال أفيحاي مندلبليت إلى فتح تحقيق جنائي مع هؤلاء النواب.