بينما كانت الأنظار تتجه إلى العاصمة الأمريكية، واشنطن، نحو مراسم توقيع منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي اتفاق "أوسلو"، تغيرت دون سابق إنذار البوصلة نحو قطاع غزة، عقب تنفيذ كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عملية فدائية ضد جيب عسكري إسرائيلي، وسرعان ما نشر القسام تفاصيل مصورة عنها، في سابقة هي الأولى من نوعها.
وفي صبيحة الأحد 12 سبتمبر/ أيلول 1993، نجح القائد الشهيد عماد عقل والأسير المحرر ماهر زقوت في تنفيذ عملية إطلاق نار على جيب إسرائيلي كان يسير قرب مسجد مصعب بن عمير في حي الزيتون شرق مدينة غزة، أسفرت عن مقتل 3 جنود بينهم ضابط، والسيطرة على قطعتي سلاح من نوع (m16) قبل الانسحاب وترك ورقة تفيد بتبني القسام للعملية.
وكانت تلك العملية الفدائية، أول عملية مصورة لكتائب القسام، وتناقلت وسائل الإعلام صورة جنود الاحتلال القتلى داخل الجيب، حيث ارتمى أحدهم خلف عجلة القيادة فيما كان النصف العلوي لجثة زميله يتدلى من باب الجيب بينما علقت قدماه وبقيتا في الأعلى، وأما الثالث فقد سقط أمام الجيب قتيلا بعد أن حاول الهروب.
ووفقا لتقرير سابق نشره الموقع الإلكتروني لكتائب القسام "فقد بقي الجنود على هذا الحال لأكثر من ثلاث ساعات، ولم يتمكن جيش الاحتلال من معرفة مكان العملية بعد، وأخذ يضرب المواطنين في شارع صلاح الدين ويحقق معهم عن مكان العملية إلى أن توصل إلى مكانها وفرض طوقاً أمنياً حولها".
وأضاف التقرير "لقد كان تصوير العملية وبثها على وسائل الإعلام مشهدا مرعبا لدولة الاحتلال، خاصة وأنها المرة الأولى التي يرى فيها العالم مشهد الجنود الإسرائيليين وهم صرعى غارقين بدمائهم".
وحينها علق قائد قوات الاحتلال في قطاع غزة آنذاك الجنرال "يومتوف سامية" :"العملية معقدة ومحكمة في التنفيذ، ونذير شؤم على الجنود وإيذان بدخول سلاح جديد للمعركة ألا وهو الكاميرا".