وأخيرا، وبعد ربع قرن من توقيع اتفاقية أوسلو الكارثية، يقرّ ويعترف كبير المفاوضين في فريق عباس، صائب عريقات، أن اتفاقية أوسلو قامت على أساس خاطئ، ذلك أنها لم تقم على اعتراف متبادل؟! حيث اعترفت منظمة التحرير بدولة إسرائيل، وحقها في الوجود على الأرض الفلسطينية؟! ولم تعترف ( إسرائيل) بدولة فلسطين، وحقها في الوجود على الأراضي المحتلة في عام 1967م.
( إسرائيل) في عهد رابين لم تعترف بدولة فلسطينية، واعترفت فقط بمنظمة التحرير ممثلًا للشعب الفلسطيني. وحين قبلت قيادة منظمة التحرير بهذه المقايضة الساذجة، والمهينة، ربما كانت تعاني من مرض التمثيل؟! من يمثل الشعب الفلسطيني؟! المنظمة، أم الانتفاضة الأولى، أم الأردن الذي فرد مظلته على ممثلي المنظمة في مدريد؟! عقدة تمثيل الشعب فيما يبدو غيبت عن عقل المفاوض في أوسلو جوهر المشكلة التي تتعلق بالأرض والدولة؟!
رابين لم يعترف بدولة فلسطينية؟! ونتنياهو لم يعترف بأوسلو وكان يومها في المعارضة، وحرض على قتل رابين، ووعد الليكود بتدمير الاتفاق، فكيف له أن يعترف وهو رئيس وزراء بحق الفلسطينيين في دولة على حدود 1967م؟! وكيف لعباس وصائب أن ينتزعا منه اعترافا بدولة فلسطينية، وقد فشلوا في ذلك مع رابين؟ وكيف لهم أن يفرضوا ذلك وقد حرقوا كل أوراق القوة الفلسطينية، وتخلت عن تأييدهم دول عربية رئيسة؟!
السلطة إذا تقوم على أساس فاسد، وتحويلها إلى دولة مستقلة على الأراضي المحتلة عام 67م من المستحيلات في الفكر الإسرائيلي، ويمكن (لإسرائيل ) أن تدعي أنها متمسكة بنصوص أوسلو وأنها نفذت ما عليها من التزامات، وليس في أوسلو دولة؟! وقديما قالوا : إذا مال الأساس مال البناء.
المنطق السياسي، والديمقراطي، والقيادي الواعي، يقول : إن من يخطئ بهذا الشكل الكبير، ويدرك أضرار خطئه على شعبه وعلى قضيته الوطنية، عليه أن يستقيل فورا، وأن يدع القيادة لغيره، من خلال انتخابات حرة ونزيهة. وإن تمسكه بكرسي القيادة، هو استمرار للخطأ والجريمة والاستهتار بالشعب؟! من ذا الذي يمكنه محاسبة قيادة أوسلو والسلطة على خطئها الذي بلغ الكارثة باعتراف صائب عريقات ؟!