فلسطين أون لاين

"طُلبة" يحلم بتمثيل غزة دوليًا في البلياردو

...
صورة أرشيفية
غزة/ عبد الرحمن علوان:

يزخر قطاعُ غزة بالعديد من المواهب في المجالات كافة ، مواهبٌ برزت من بين ثنايا حصار خانق مفروض على قطاع غزة، متحديةً قسوة العيش تحت غطرسة الاحتلال الإسرائيلي، ومعطيةً دفعة أملٍ للعيش على هذه الأرض المحاصرة, ولسان حالهم يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة.

في هذا التقرير تستعرض "فلسطين" مواهب الشاب ناجي طلبة (24 عامًا) بطل لعبة البلياردو في قطاع غزة.

ناجي طلبة بدأ مشواره مع لعبة البلياردو عندما كان عمره تسعَ سنوات، فكان يذهب إلى كافي للبلياردو بجانب بيته الكائن في حي الزيتون شرق مدينة غزة، ويتطلع إلى اللاعبين، ويرسم في مخيلته أنه سيصبح لاعباً محترفاً في يوم من الأيام.

لم يفوّت ناجي الفرصة فبدأ بارتياد الكافي يومياً واللعب لمدة ساعتين وعلى حسابه الشخصي بالرغم من وضعه المادي البسيط آنذاك، وفي غضون ثلاثةِ أشهر تعلم ناجي اللعبة بكل سهولة، وأصبح مميزاً يلفت نظر اللاعبين الذين يكبرونه سناً.

تطوير مهاراته

يقول طلبة لـ "فلسطين": "كنت أرتاد الكافي يومياً ألعب فيه لمدة ساعتين، كنتُ شغوفاً جداً بتعلم هذه اللعبة، أبحث على الانترنت الذي كان له دور كبير في تعلم أصولها وكيفيتها".

كما ويؤكد طلبة أن لعبة البلياردو ليست باللعبة السهلة؛ فهي بحاجة لتركيز عالٍ، وأداءٍ متقن، بحيث لا يكون اللاعب متوتراً، فلا يتقنها من يعاني ضعف في النظر أو خلل بسيط في الأعصاب، كما ويردف قائلاً: "إن هذه اللعبة ليست عشوائية، بل هي من نتاج فنون الإدارة، حيث تعلمك كيف تدير هذه الكرات على أرضية اللعبة وبكرةٍ بيضاءَ واحدة".

صعوبات وعقبات

أثّر حصار الاحتلال الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة بصورةٍ كبيرة على مسيرة ناجي الرياضية؛ فإغلاق المعابر حرم ناجي من الخروج من قطاع غزة للمشاركة في بطولاتٍ في دولٍ عربية، حيث تلقى عدة دعوات للمشاركة في بطولاتٍ للبلياردو إحداها في قطر والأخرى في الأردن، كما أن انخفاض المستوى المعيشي أثر بشكل سلبي على ناجي فلم يستطع ممارسة اللعبة كسابق عهده نظراً لغلاء سعر اللعب، إذ تبلغ تكلفة اللعب لمدة ساعة 15 شيكلا، أي أنه إذا أراد اللعب لمدة ساعتين سيدفع مبلغًا قدره 30 شيكلا وهو المبلغ الذي يتقاضاه يومياً كأجرة عمله في كافي للبلياردو مقابل الجامعة الاسلامية بغزة.

المشاركة في البطولات

على الرغم من الصعوبات والعقبات التي واجهها ناجي إلا أنه بدأ يخوض البطولات المحلية تحديداً بعد ثلاث سنواتٍ من تعلم اللعبة، فكان يحصد المراكز الممتازة، فحصل على المركز الأول سبع مرات ثلاث منها على التوالي، غير أن عام 2013 كان فارقاً في مشواره مع اللعبة؛ فقد خاض بطولة على مستوى قطاع غزة مكونة من 114 لاعباً، وقد أقيمت على أرض النصيرات، وبفضل جهده وخبرته الواسعة أحرز ناجي المركز الأول دون منازع ليحمل لقب "أفضل لاعب بلياردو في القطاع ".

وحصل على دراجةٍ نارية كجائزة للبطولة، لكنه اضطر لبيعها بعد أيام من استلامها؛ نظراً لأوضاعه المادية الصعبة، وبهذا الصدد يتحدث ناجي بلغة همٍ, ممزوجةً بلغة غضب قائلاً: "في الآونة الاخيرة أصبحنا كلاعبين لا نفكر بالحصول على المركز الأول بقدر ما نفكر ما هي قيمة الجائزة التي سنحصل عليها".

توقف ناجي عن المشاركة في البطولات المحلية التي وصفها بـ "العشوائية"، منذ بداية عام 2017؛ نظراً لتبني الاتحاد العام للبلياردو والسنوكر لهذه البطولات، إذ إن ناجي لم ينضم لهذا الاتحاد، يقول ناجي: "لم أنضم للاتحاد نظراً لغلاء رسوم الالتحاق به"، إذ تبلغ رسوم الاشتراك في الاتحاد 200 شيكل على حد قوله.

طموحات معلقة

يطمح ناجي كغيره من اللاعبين في تمثيل بلده في بطولاتٍ خارجية يحرز فيها البطولات ليرفع رأس فلسطين عالياً، كما أنه يرغب في أن يصبح مدرباً لهذه اللعبة بعد أن يفتتح ناديًا للبلياردو في غزة، آملاً في أن يتم تبنيه من جهةٍ مسؤولة تساعده على ممارسة هوايته كسابق عهده، ومساعدةً له في أن يشارك في بطولاتٍ خارجية وحتى داخلية.