وثق مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، هدم سلطات الاحتلال 18 منشأة وإخطارها بهدم 16 منشأة سكنية وتجارية في الضفة وداخل الأراضي المحتلة عام 1948م، وذلك خلال شهر أغسطس/ آب، فيما وثق مركز وادي حلوة، اعتقال قوات الاحتلال 118 مواطنا وهدم 12 منشأة في مدينة القدس المحتلة خلال ذات الشهر.
وأشار مركز القدس، في تقريره، اليوم، إلى أن إجراءات الاحتلال الاستيطانية ما زالت متواصلة ضد فلسطينيي الداخل؛ حيث هدم الاحتلال وللمرة الـ 132 على التوالي قرية العراقيب في النقب، بهدف سلبها بعد تهجير سكانها.
ولفت إلى إقدام الاحتلال على تجريف أراضٍ لصالح طرق استيطانية، أو مصادرة أراضي ملكية خاصة للفلسطينيين لصالح مشارع الاستيطان التي لا يتوانى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في التباهي بارتفاع أعداد الوحدات الاستيطانية منذ توليه رئاسة الوزراء.
وقال مدير المركز عماد أبو عواد إن الحالة الفلسطينية المتردية داخليًّا في ظل الواقع الانقسامي وتعثر المصالحة الوطنية، ومحاولة (إسرائيل) تجزئة القضية الفلسطينية، فتح الشهية الإسرائيلية لابتلاع المزيد من الأراضي في الضفة الغربية، وتوسيع عملية الاستيطان والهدم والمصادرة.
وأضاف أبو عوّاد أنّ حمّى الانتخابات التي قد تكون قريبة في (إسرائيل)، تدعم باتجاه اتخاذ البناء في الضفة الغربية، نوعا من الدعاية الانتخابية التي باتت ترتكز عليها 3 أحزاب داخلية، (الليكود، البيت اليهودي، إسرائيل بيتنا) التي باتت ترى في شريحة المستوطنين خزانا انتخابيا مهما، الأمر الذي يدفع الساسة لمحاولة استرضائهم.
وطالب السلطة الفلسطينية، بضرورة العمل على تفعيل ملف الاستيطان بشكل أكبر أمام المؤسسات الدولية، ودعم حملة المقاطعة العالمية، للوقوف بوجه شهية الاحتلال المفتوحة لابتلاع الضفة الغربية، في ظل سنّ قوانين ضم المستوطنات.
انتهاكات القدس
وفي السياق، وثق مركز معلومات وادي حلوة، استشهاد شاب واعتقال 118 آخرين من أبناء مدينة القدس المحتلة، خلال شهر أغسطس/ آب.
وأوضح المركز، في تقرير، اليوم، أن الشاب أحمد محاميد من مدينة أم الفحم بالداخل المحتل استشهد الشهر الماضي برصاص قوات الاحتلال، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن في البلدة القديمة بالقدس.
وذكر أن قوات الاحتلال أغلقت عقب العملية، المسجد الأقصى من ساعات ما بعد العصر حتى ساعات الفجر، ومنعت إقامة صلاتي المغرب والعشاء فيه وأخلت المصلين من المسجد بالقوة، وشرعت بتفتيش المصليات والساحات، واعتدت بالهراوات والركل على المصلين الذين اعتصموا في منطقة باب الأسباط.
ورصد اقتحام 2437 مستوطنًا للمسجد الأقصى عبر باب المغاربة بحراسة من شرطة الاحتلال، كما رصد إبعاد 20 فلسطينيًا عن الأقصى خلال الشهر الماضي، من بينهم 13 سيدة، لفترات متفاوتة تراوحت بين 15 يومًا-6 أشهر.
وأوضح أن سلطات الاحتلال اعتقلت 118 فلسطينيًا بالقدس، من بينهم 4 أطفال (دون الـ 12 عامًا)، 19 قاصرًا، 15 أنثى.
أما التوزيع الجغرافي للاعتقالات، فكان كالتالي: 27 من سلوان، 21 العيسوية، 17 القدس القديمة، 9 مخيم شعفاط، 8 الطور، 32 من أبواب المسجد الأقصى والبلدة القديمة، واعتقال واحد من كل من كفر عقب، واد الجوز، بيت حنينا وصور باهر.
وأفاد المركز بأن بلدية الاحتلال هدمت خلال أغسطس/ آب 12 منشأة سكنية وتجارية وزراعية بالمدينة، بحجة البناء دون ترخيص.
وكانت المنشآت كالتالي: 5 منازل سكنية، 3 "كونتينرات"، 2 منشآت تجارية، 1 بركس للمواشي، وسور استنادي، حيث تركزت في جبل المكبر، شعفاط، سلوان، أم طوبا، العيسوية، بيت حنينا والطور.
وأقدمت جرافات الاحتلال على تجريف وتخريب طرقات في المنطقة الشرقية لقرية العيسوية، مؤدية للأراضي الزراعية، علمًا أن المنطقة مهددة بالمصادرة لصالح مشروع "الحديقة الوطنية".
وخلال الشهر الماضي، قررت بلدية الاحتلال مصادرة عشرات الدونمات من أراضي بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى تحت غطاء "البستنة / زراعة وتركيب قنوات ري وطرقات للسير".
ويهدد قرار المصادرة عشرات الدونمات من أراضي البلدة في أحياء وادي الربابة ووادي حلوة وبئر أيوب والنبي داود، وجميع الأراضي تعود ملكيتها لأهالي وعائلات البلدة الذين يملكون كافة الوثائق وأوراق الملكية، كما تعود أجزاء منها لكنيسة الروم الأرثوذكس.
وبحسب مركز معلومات وادي حلوة، فقد افتتح مطلع الشهر الماضي المشروع الاستيطاني "مركز تراث يهود اليمن" في حي بطن الهوى/ الحارة الوسطى ببلدة سلوان، بدعم من وزارتي القدس والثقافة في حكومة الاحتلال.
وأشار إلى أن المستوطنين نفذوا اعتداءات على أملاك المقدسيين، وخطوا شعارات عنصرية وأعطبوا إطارات مركبات في بلدة العيسوية وحي شعفاط بالمدينة.