قائمة الموقع

تصاعد اعتداءات المستوطنين لم يثنِ المقاومة بالضفة

2018-09-02T07:20:34+03:00
صورة أرشيفية

لم يثنِ تصاعد اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، بدعم من حكومة الاحتلال الإسرائيلي وتحت حماية جنودها المدججين بالسلاح، الفلسطينيين الذين واجهوها بمزيدٍ من عمليات المقاومة سواء الفردية أو المنظمة.

وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، الأسبوع الماضي، أن عدد اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية ازدادت بنسبة 150% مقارنة بالعام الماضي، فيما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن الفلسطينيين في الضفة الغربية نفذوا حوالي 500 عملية ومحاولة لتنفيذ عمليات خلال العامين الماضيين.

ويرجع الناشط الإعلامي ياسين عز الدين، ازدياد اعتداءات المستوطنين إلى أمرين: الأول زيادة نسبة الأمان على طرقات الضفة الغربية الأمر الذي يشجعهم على التحرك في كل الاتجاهات سواء لزيادة الاستيطان أو الجولات السياحية التي يقومون بها من أجل تعزيز صلة المستوطنين بالأرض أو الاعتداءات المباشرة.

وذكر عز الدين لصحيفة "فلسطين"، أن الأمر الآخر هو تصاعد نفوذ اليمين الصهيوني الديني ممثلًا بحزب البيت اليهودي والجماعات القريبة منه فكريًا، فهذه جماعات عنيفة وتنظم أنفسها في مجموعات تهاجم الفلسطينيين في القرى والأرياف، إما تحت مبرر الانتقام من عمليات المقاومة أو في سبيل الاستيلاء على الأرض.

ويرى أن الحد من هذه الاعتداءات يجب أن يكون من خلال عمل أوسع للعودة إلى خيار المقاومة في الضفة الغربية، بحيث تصبح شوارع الضفة غير آمنة للمستوطنين، لافتًا إلى أن محاولة البحث عن حلول "ترقيعية" لن يجدي نفعًا.

الباحث والمختص في الشأن الفلسطيني "حسن كمال" أرجع أيضًا أسباب زيادة اعتداءات المستوطنين إلى عدم وجود رادع حقيقي لهم في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، فضلا عن الطبيعة العدوانية للاحتلال وسياسته التي ترى ضرورة اخضاع الفلسطينيين واذلالهم في المناطق التي يسيطرون عليها.

دور السلطة

وأما عن حماية السلطة للمواطنين أو حتى التصدي لاعتداءات المستوطنين يقول "عز الدين": "دور السلطة شبه معدوم وتتذرع بأن هذه المناطق خارج سيطرتها، رغم أن أجهزتها الأمنية تنشط في هذه المناطق لملاحقة المقاومين وإفشال العمليات ضد الاحتلال، لكنها شماعة يستخدمونها متى ما يريدون".

ويؤكد الناشط الفلسطيني أن دور السلطة يقتصر في أمرين، الأول هو إحضار بعض المشاريع الدولية لدعم صمود المناطق المهددة بالتهويد، والثاني هو الدعم الإعلامي لبعض المواجهات في المناطق المهددة مثل جبل الريسان في رام الله أو تجمع الخان الأحمر شرقي القدس.

واستدرك عز الدين بقوله أن هذا الدعم الإعلامي محدود ولا يشمل جميع المناطق ويهدف لتلميع صورة السلطة وأنها تتصدر المقاومة الشعبية، وليس لأن السلطة معنية بتصعيد المقاومة الشعبية.

وأشار إلى أن السلطة لديها الإمكانية لإشعال المواجهات في كافة مناطق الضفة الغربية، لكنها تكتفي بدعم مواجهات محدودة جدًا حتى تبقى تحت السيطرة ولا تتطور لمواجهات شاملة مع الاحتلال، وفق قوله.

فيما يرى "كمال" أندور السلطة غائب تماما، بل إنه أحيانا يكون متعاونا مع الاحتلال عبر التنسيق الأمني في ملاحقة منفذي العمليات، والتي كان آخرها في 19 أغسطس/ آب الماضي حين أعلنت القناة السابعة العبرية أن أمن السلطة في نابلس شمال الضفة الغربية، سلم جيش الاحتلال السائق الفلسطيني منفذ عملية الدهس التي أدت لمصرع مستوطنة في 16 من ذات الشهر.

التمسك بالمقاومة

وحول تصاعد عمليات المقاومة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، يقول "كمال": "إن زيادة عمليات المقاومة أو محاولة تنفيذها دليل على الوعي بالمقاومة وببقاء نفس المقاومة حاضرًا وبقوة رغم ملاحقة الاحتلال ورغم التكلفة الباهظة لها، وأن الأجيال ما زالت متمسكة بالمقاومة كأهم الخيارات في مواجهة الاحتلال".

أما "عز الدين" فيرى أن الاحتلال يسعى لتضخيم إنجازاته في محاربة المقاومة الفلسطينية من خلال التركيز على عدد العمليات التي أفشلها والتقليل من شأن العمليات الناجحة، مؤكدًا أن المقاومة في صعود وهبوط بشكل موسمي نتيجة عدم وجود عمل منظم يحتضنها ويطورها.

وأشار إلى وجود ارتفاع في العمليات الفردية في بداية انتفاضة القدس لكنها تناقصت بسبب ضعف الدعم الإعلامي وجهود السلطة والاحتلال لخنق هذه الظاهرة، لكنها ما زالت مستمرة على وتيرة منخفضة نسبيًا، فيما ما زالت المقاومة المسلحة ضعيفة جدًا "نتيجة الغياب التنظيمي والحملات الأمنية الصهيونية – السلطوية"، وفق قوله.

اخبار ذات صلة