فلسطين أون لاين

صهيونية ناجحة وسلطة فاشلة

إدارة ترامب تمثل الصهيونية الشرسة. إدارته تلعب بالقضية الفلسطينية وفي الشرق الأوسط لصالح الصهيونية الحاكمة في واشنطن، وفي تل أبيب. القيادات اليهودية الصهيونية هي الأكثر تأثيرا في قرارات البيت الأبيض. من القرارات التي تمكنت الصهيونية من تنفيذها من خلال ترامب قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وجوهر هذا القرار ليس في الجغرافيا وحق الدول في الاختيار، إنه ببساطة إسقاط أميركي إسرائيلي للقدس عن طاولة المفاوضات؟!

ومن القرارات الصهيونية الكبيرة، قرار ترامب وقف تمويل وكالة وغوث تشغيل اللاجئين ( الأونروا). أميركا تدفع للأونروا (350) مليون دولار سنويا، وهي ربع موازنة الأونروا السنوية، أضف إلى ذلك أنها تحاول منع الدول المتبرعة من الحلول مكانها، وتعويض النقص في موازنة الأونروا. لماذا تفعل إدارة ترامب ذلك، مع وجود تحذيرات غربية وأممية من هذه الإجراءات التي تشجع عدم الاستقرار في المنطقة؟! الجواب المختصر هو في الإرادة الصهيونية الأميركية لإسقاط حق عودة اللاجئين عن طاولة المفاوضات؟!

إدارة ترامب الصهيونية أراحت ( إسرائيل) من أهم قضيتين من قضايا الحل النهائي، واختزلت المفاوضات في ( الحل الاقتصادي، والحل الإقليمي)، ومن ثمة فهي تطرح صفقة القرن لتصفية ما تبقى من الحقوق الفلسطينية، والمؤسف أن دولا عربية تدعم الطرح الأميركي، الذي رفضه الشعب الفلسطيني برمته.

صفقة القرن مشروع صهيوني يقوده كوشنير وغرينبلات بتوجيهات من نتنياهو وترامب، والغرض منه استثمار وجود ترامب في الحكم من أجل تصفية القضية الفلسطينية، بإمضاء عربي، وفلسطيني؟!. العرض الذي تقدمه صفقة القرن سخيف، ومع سخافته تجد من العرب من يتعامل معه، لتحقيق مكاسب خاصة ومشاريع اقتصادية وأمنية من خلال إرضاء إدارة ترامب؟!

السلطة الفلسطينية فشلت حتى الآن في استثمار الرفض الشعبي الفلسطيني لصفقة القرن، وحماية القدس واللاجئين ، واكتفت بالمقاطعة السلبية لأميركا، ونسيت أن قوة الرفض الفلسطيني تتشكل من الوحدة الفلسطينية، والشراكة الفلسطينية، بغير مزايدات فارغة، كالتي يزعمها عباس ومجدلاني وصائب والشيخ ومن لف لفهم حول التهدئة.

هؤلاء فشلوا في مواجهة ترامب وتل أبيب، وكرسوا إعلامهم لمواجهة حماس واتهامها بكل عيب وطني هم يمارسونه باسم الشرعية وقداسة التنسيق الأمني؟! ليتهم تفرغوا لمعالجة مشكلة الأونروا، وليتهم جمعوا الشعب في الضفة على مسيرات العودة، لرفض قرصنة القدس وحق العودة؟!