أتحف حسين الشيخ، مضيفه على شاشة التلفزة الرسمية الفلسطينية، بحديث استهبال، استحق أن يُذكر بسببه، علماً بأن الأصل، هو التغاضي عنه، وعن أي قول له ولأمثاله الذين يلعبون بالبيضة والحجر، في هذه المرحلة السوداء!
أخونا يقول: لا يحق حتى لفتح، أن تُجري مفاوضات، لأن مثل هذه المفاوضات من حق "المنظمة". فالمنظمة" ليست منظمة حسين الشيخ ولا منظمة "المقاطعة". ويذهب حضرته، الى حد القول، إن التهدئة "عُرضت علينا، ورفضناها بشكلها الحالي" دون أن يفسر لنا من الذي عرض، المصريون أم الإسرائيليون المحتلون؟ ومن الذي رفض، فتح أو المنظمة أم حسين الشيخ؟ ولم يذكر شيئاً عن نوع الاشتباك الذي يخوض فيه وتُرجى له تهدئة. ربما هو يتحدث عن غزة، التي يتمنى لها قصفاً مستداماً!
الأجمل، هو قول حسين الشيخ، أنه لا يلعب في ملعب أمريكا ولا في ملعب (إسرائيل). وقد فاته أن يتذكر ويقول مستدركاً: اللهم إلا إذا كان الأمر يتعلق بتسعيرة بيع التصاريح والخدمات والتسهيلات، لمن يحتاجونها في خلفية الملعب الإسرائيلي. لقد كان الأجدر به، أن يشرح لنا سر تأثير كلمته عند الإسرائيلي، وسر تلبية كل طلب له، فلا تكون كلمته كلمتين. هل هذا من باب إعجاب شلومو بشخصه الكريم، وليس إلا؟!
في المقابلة الظريفة، يَهدُر حسين الشيخ ويتوعد بعد أن يُصدر حكمه بأن حماس ستنفصل، ويقول لن نسمح و"الخطوات التي سنتخذها، ستكون في وقتها". وهذا هدير ينبغي أن ترتعد له فرائص حماس وفرائص غزة، لأن الرجل صاحب خطوات حاسمة، أذلت الاحتلال، لذا فإن شعبيته في الضفة، أقوى من شعبية حماس!
حسين ينقل على لسان رئيسه الميمون، أنه قال "للمصريين وغيرهم" على رقبتي لن تمر التهدئة. فالرئيس الذي عجز عن استعادة حق السلطة، في المروحية المخصصة لتنقل رئيسها، وكان قد دمرها العدو؛ لم يقل فخامته لحسين الشيخ أين سيضع رقبته السلطانية، إن لم يضعها أمام سلطة النقد، ووزارة المالية، لتجويع الموالين والوطنيين في غزة. ولم يقل لنا حسين الشيخ، ماذا يتمنى إن كانت حكاية الميناء والمطار حقيقية، وهو يراها ميناءً تافهة ومطاراً أتفه ولا حاجة لهما. ويتحدى حسين الشيخ أي إنسان يقول إن هناك عقوبات على غزة "فهو" يدفع 96 مليون دولار لغزة، لإنعاشها، ولولا كرمه وكرم رئيسه، لكانت غزة تئن، ولما كان حالها اليوم في ذروة الراحة والعز، والموظفون يقبضون رواتبهم، والمرضى لا يموتون من شُح الطبابة، ولم يُستهدف أيٌ من الناس في رزقه وفي رزق أطفاله!
في السياق، يدخل حسين الشيخ، في أحاديث الطرابيش. هو لن يكون طربوشاً لهذه التهدئة، بمعنى ضمني أن حضرته طربوش مقاومة، أو طربوش قانون، أو طربوش صدق وزهد، أو طربوش نزاهة واستقامة!
نقول من باب التمحيص، إن مثل هذه العروض من الكلام السخيف، أو الاستهبال، هي التي تشجع عباس على التمادي في التهديد والوعيد، وتجعله يتقصى أية إشارة على وجود نسمة حياة في غزة، وقد تسرب عنه أنه يفكر في إغلاق البنوك، لكي يُضاف الى قطع وخسف الرواتب؛ قطع ما أمر الله به أن يُوصل، وهو العلاقة بين الابن وأمه، لكي يعجز المغترب من غزة، عن إرسال كلفة الخبز والدواء لأمه!
حديث الطرابيش العفنة والاستهبال، لا ينطلي على مجانين. صفقة القرن تمر بقتل أصحاب الحق خنقاً، وحماس لا تُصاب بالرصاص الذي يطلقه صاحب الطربوش على الوطنيين ويجعلهم يموتون بحسرتهم جوعى، بينما حسين الشيخ وسواه، يراكمون المال الحرام من دم الناس، ويستهبلون!