انتهى عيد الأضحى بمصاريفه التي أثقلت عبء الحياة على سكان غزة، حاول المواطنون في غزة أن يفرحوا بهذه المناسبة الدينية، غير أن فرحتهم كانت ناقصة بسبب الحصار وقلة المال وشح الكهرباء؟!
انتهى العيد لتدخل غزة وفلسطين عامة في عيد المدارس وبداية العام الجديد. بداية العام الدراسي عيد له مصاريفه الخاصة به من ملابس وأحذية ومواصلات ومصاريف يومية تمثل عبئًا ماليًا على نصف المجتمع الغزي تقريبًا.
280 ألف طالب سيتوجهون إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) وألف موظف في الأونروا يتعرضون لفصل تعسفي يعتصمون أمام مقر الأونروا بغزة، مطالبين بوقف إجراءات فصلهم وإيجاد حلول بديلة عن الفصل.
ألف أسرة غزية من اللاجئين المستورين ترسلهم وكالة الغوث إلى عالم البطالة والفقر واسع الانتشار في غزة؟!
مفوض اللاجئين يزعم أنه غامر في افتتاحه العام الدراسي الجديد لأنه لا يملك المال الكافي لنفقات العام الحالي؟!
ومن ثم يعيش الطالب والمدرس عامهم الدراسي الجديد تحت تهديد التوقف والإغلاق؟! وفي الوقت نفسه صرحت وزارة التربية والتعليم في السلطة أنها لا تملك خططا بديلة إذا ما توقفت مدارس الأونروا عن العمل؟!
هكذا نحيا في غزة والضفة في ظل سلطة فاشلة وتدعي النجاح، وفي ظل مجتمع دولي يتآمر على الأونروا، وفي ظل احتلال يحاصرنا ويستوطن أرضنا كرها ويتخذنا رهائن عنده ويطالبنا بالسكوت وعدم الصراخ والتوجع؟!
هذه هي بيئة العام الدراسي ٢٠١٨م ، وهي بيئة طاردة للتعليم، وطاردة للفرحة، فلا تكاد تجد أسرة في غزة فرحة بقدوم المدارس، ولا تكاد تجد تاجرًا مسرورًا بالسوق، لأنه يعاني الكساد، فالأسر لا تشتري غير لبسة واحدة للمدرسة، وتبحث عن أرخصها سعرًا؟!
لم تعد أثقال العام الدراسي المالية تقف عند الآباء والأمهات، بل تجاوزتهم إلى الأبناء والأطفال. الطفل يذهب إلى مدرسته في السابعة صباحًا دون أن يتناول طعام الإفطار، ودون مصروف، فكيف للطفل أن يستوعب الدرس وهو جائع، أو هو يسمع والده وهو يعتذر عن تقديم المصروف اللازم له على قلته؟!
في ظل هذه البيئة المضطربة الطاردة للتعليم يهدد رئيس السلطة غزة بعقوبات جديدة يقف معها التعليم والصحة والبنوك عن العمل إذا ما أقدمت حماس على تهدئة مدنية، ونسي أن غزة ومقاومتها للمحتل هي التي جاءت به رئيسًا للسلطة بعد أن كان في تونس على هامش الحياة؟! أطفال غزة، وطلبة المدارس فيها لا يستحقون هذه المعاملة القاسية التي تتنكر لتضحيات آبائهم وإخوانهم؟! كان الأجدر بالسلطة أن تجتمع مع مدير الأونروا للبحث في حلول مفيدة لطلبة العلم والمدرسين. السلطة الحقيقية الناجحة هي التي تزرع الأمل في نفوس الشعب، والسلطة الفاسدة هي التي تعاقب الشعب، وتسطو على قوته.