فلسطين أون لاين

​تحدّيات الحصار تواجه قطاع الصحة بغزة وتهدّد حياة المرضى

...
صورة أرشيفية
غزة/ نبيل سنونو:

تمرّ الأيام والسنوات في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة، ولا تنتهي معها التحديات والمصاعب التي تعصف بالقطاع الصحي.

ويقول مستشار وزارة الصحة للأطفال وحديثي الولادة، د. نبيل البرقوني: إن أبرز التحديات القائمة تتمثل في مشكلة الوقود غير المتوفر تقريبا لمؤسسات الوزارة، لافتا إلى أن المؤسسات الدولية تعطي وعودا لكن للأسف الشديد دون أي مستجد.

ويوضح البرقوني، مدير مستشفى النصر سابقا، لصحيفة "فلسطين"، أنه في بعض الأحيان ممكن أن تغلق بعض المستشفيات وبعض مراكز الرعاية بسبب نقص الوقود.

لكن هذه ليست المشكلة الوحيدة، إذ إن نقص الأدوية خاصة المتعلقة بمرض السرطان، يلقي بظلاله أيضًا، وسط مصاعب في إجراء التحويلات الطبية للعلاج في الخارج.

وفي 23 من الشهر الماضي، حذر مدير عام الصيدلة في الصحة، د. منير البرش، من نفاد كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية في القطاع، وخاصة اللازمة لمرضى السرطان.

ويقول البرقوني: إن هناك نقصا في بعض الأدوية اللازمة لحضانات الأطفال الخدج، ومنها الحقن التي تُمكِّن الرئتين من العمل ليكون هناك تنفس شبه طبيعي، عدا عن النقص في الأدوية الخاصة بالأجسام المناعية.

وبحسب المستشار الطبي، فإن نقص الأدوية والوقود من أبرز "المشاكل الرهيبة" التي تواجه قطاع الصحة.

ويفاقم ذلك، استخدام الاحتلال للعنف ضد المشاركين في مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية، ما أسفر عن ارتقاء 171 شهيدا، وإصابة 18300 بينهم صحفيون وكوادر طبية، منذ 30 مارس/آذار الماضي وحتى 17 من الشهر الجاري، شرق قطاع غزة.

ويفيد بأن عدد الذين تمكنوا من السفر للعلاج في الخارج خلال 2018 "قليل جدا".

ويشير إلى أن بعض التحويلات الطبية تصدر بعد شهر وحينئذ يكون المريض قد أنهك، وقد لا تصدر التحويلة بالمرة.

وبخصوص الأطفال، يُبين البرقوني أن الحضانات تعمل بالكهرباء، التي تصل لنحو أربع ساعات، وما عدا ذلك يتم الاعتماد على مولدات الطاقة، التي تعطي الأجهزة كهرباء تختلف عن تلك الموردة من محطة التوليد، وهو ما يؤدي إلى تعطل أجهزة، ومضاعفات للأطفال في الحضانات.

ويهدد ذلك حياة بعض الأطفال الخدج، الذين من الممكن أن يتعرضوا للوفاة جراء وتبعات نقص الوقود.

وينوه إلى أن حقن تزود الأجسام المناعية لمرضى السرطان والقلب في مستشفى الرنتيسي التخصصي مفقودة، وإذا لم يتناولها المرضى تضعف المناعة.

ولا يقل عدد الأطفال في مستشفى النصر لوحده عن 120 مريضا، فضلا عن أقسام الطوارئ، بحسب البرقوني.

نقص الإمكانيات

ويتفق مع ذلك، رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام في مستشفى الشفاء، د. أيمن السحباني، بقوله إن عوامل عدة تجعل الأمور تتجه إلى "الأسوأ" من ناحية الإمكانيات، وعدم إمداد القطاع الصحي بالأدوية والمستلزمات الطبية.

وفي حديث مع صحيفة "فلسطين"، يشير السحباني أيضًا إلى تزايد أعداد جرحى مسيرة العودة جراء عنف الاحتلال، وحاجة الكثير منهم إلى عمليات عدة، في ظل وقف العمليات المجدولة، متحدثا عن 8000 عملية مجدولة.

وينوه إلى "أزمة تطفو على السطح"، متمثلة بعدم التزام الجهات المانحة بتمويل الوقود اللازم تشغيل المولدات في وزارة الصحة، مبنيا أن الأمور "قاربت على الخطوط الحمراء وهذا ينذر بكوارث لا سمح المولي، بتوقف مستشفيات بعينها ومستوصفات لعدم تشغيل المولدات".

ويؤكد السحباني أن الكوادر الطبية تبحث دائما عن بدائل حتى تستطيع الاستمرار في تقديم الخدمة، لكن هناك أجهزة في العناية المركزة وغرف العمليات وغسيل الكلى وحضانات الأطفال والطوارئ لابد أن تعمل على مدار الساعة، وإلا تكون هناك وفيات بين المرضى.

ويوضح أن هذه المعطيات تصعب على الكوادر الطبية تقديم الخدمات، في ظل نقص الكادر البشري، ما يفاقم التحدي الماثل أمام الطواقم الطبية.

ويبين أن الكوادر الطبيعة تعمل على مدار الساعة، بدلا من ثماني ساعات، حتى تستطيع سد العجز، وتقديم الخدمات للمواطنين.

وبحسب السحباني، لم تمد وزارة الصحة في رام الله غزة بأدوية خاصة بمرضى السرطان إلا عندما وصلت الأمور لخطوط حمراء و"لآخر نفس" وعندما يبدأ صراخ المرضى والاستغاثة، وتكون هذه الأدوية لفترة معينة فقط، وسرعان ما تبدأ الأزمة من جديد.

وتفرض السلطة في رام الله، منذ مارس/آذار 2017، إجراءات عقابية على قطاع غزة الذي تحاصره (إسرائيل) منذ 12 سنة، تشمل الخصم من رواتب موظفيها في القطاع دون الضفة الغربية، لنسب لا تقل عن 50%، وتمس قطاعات حيوية كالصحة.