فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

"هند رجب" تحوَّل رحلة استجمام لضابط "إسرائيليّ" إلى مطاردة قانونيَّة بقبرص.. ما القصَّة؟

ترامب وإعادة رسم الجغرافيا السياسية للمشرق العربي

بخيام مهترئة.. النَّازحون في غزَّة يواجهون بردِّ الشِّتاء والمنخفض الجوِّيِّ

تقارير عبريَّة: هكذا هزمتنا فلسطين إعلاميًّا.. وأبو شمالة يعلِّق: الاعتراف نتاج للواقع الميدانيِّ بغزَّة

دبلوماسيّ سابق لـ "فلسطين أون لاين": استمرار الحرب على غزَّة يساهم في شلِّ قدرة الاحتلال

أوقعتْ 20 قتيلًا.. الداخليَّة بغزّة توضح تفاصيل حملةً ضد عصابات سرقة شاحنات المُساعدات

إنَّهم يألمون.. حزب اللَّه يكشف عن مصير ضبَّاط إسرائيليِّين توغَّلوا في لبنان (فيديو)

"ملحمةُ الطُّوفان".. القسّام تبث مشاهد لمخلفات جنود قتلى وبدلة ملطخة بالدماء في معارك شمال غزّة

تعذيب عبر "فتحة الزنزانة".. شهادات جديدة لأسرى من غزَّة يكشفون كيف تفنَّن الاحتلال في تعذيبهم

ضيف غير مرحَّب به بملاعب أوروبَّا.. هزائم رياضيَّة بأبعاد سياسيَّة لـ (إسرائيل)

​من لجامعاتنا؟!

أيام قليلة وتفتح الجامعات في غزة أبوابها لاستقبال فصل جديد وعام جديد. نصف الطلبة هم من سجلوا للالتحاق بالجامعات. ونصف النصف هم من دفعوا الرسوم الدراسية. النصف الآخر من الطلبة هم في عداد المتسربين.

تسرب الطلبة من الدراسة له سببان: الأول بطالة الخريجين. وهم الشريحة المجتمعية الأكثر معاناة والتي لا تملك حلا ولا ترى أملا في المستقبل القريب وجل تفكير هذه الشريحة في الهجرة والاغتراب.

نعم. توجد سلطة وتوجد فصائل ولكن لا هؤلاء ولا هؤلاء يهتمون بقضية الخريجين وليس منهم من قدم مقاربة جيدة للحل، وربما هم لا يملكون إرادة الحل أو رغبة التفكير في طرق الحل، لأنهم يعيشون بمعزل عن القضايا الاجتماعية، بعد أن أكلتهم السياسة والمناورات الحزبية.

آلاف الخريجين العاطلين عن العمل ألقوا بظلال مشكلتهم وما فيها من سلبيات على الطلبة الجدد وعلى مسيرة الجامعات نفسها. المقاعد في الجامعات بلا طلبة ومن تسربوا من الجامعات يجلسون في بيوتهم ينامون طويلا، ويدمنون الإنترنت وبعضهم يعاني أزمات نفسية؟

الإغراءات التي كان يقدمها التعليم الجامعي للطلبة في الستينات والثمانينات لم تعد موجودة. كانت الشهادة الجامعية رأس مال المهاجر الفلسطيني الذي لا يمتلك أرضا ولا بيتا. واليوم الشهادة لا تتجاوز بروازا معلقا على الحائط؟!

حالة البطالة أعطبت مستقبل الشباب فتأخر سن الزواج، وتزايدت حالات الطلاق وحالات القلق، والاكتئاب، وكسدت الأسواق، وتراجعت القدرة الشرائية عند المواطنين عامة. والأمراض الاجتماعية كالأمراض الأخلاقية سلاسل متصلة متوالدة.

والسبب الثاني للحالة التي تعاني منها الجامعات هو عدم قدرة الطلبة المسجلين على دفع الأقساط الجامعية على الرغم من التسهيلات التي اتخذتها الجامعات. وهناك مئات الشهادات التي يعزف الطلبة عن تسلمها لأنهم لا يملكون مالا كافيا لتسديد ما عليهم من رسوم.

لم يعد يملك المال في فلسطين غير السلطة. ولكن السلطة تمنع المال عن الجامعات فلا تقدم لها مساعدات مالية تعوض خسارتها، أو تسمح لها بالقيام بواجباتها في خدمة المجتمع والتعليم. لم تعد الجامعات قادرة على دفع رواتب الموظفين. وهي تدفع الآن ما نسبته ٥٠% من الراتب؟! وهي لا تملك قدرة على صرف مستحقات المتقاعدين. السلطة غائبة عن كل شيء إيجابي وحاضرة في كل شيء سلبي. ولو صرفت جزءا من موازنة الأجهزة الأمنية لأنقذت الجامعات والأجيال من الإحباط والتراجع.

لقد قامت نهضة اليابان وألمانيا وماليزيا وسنغافورة على التعليم وتراجعت نهضة مصر في العصر الحديث لتراجع التعليم فيها. حين ذهب رئيس بلد عربي كبير للعلاج في ألمانيا قال الطبيب الألماني هذا رئيس فاشل لأنه لم يبنِ في وطنه مشفى يعالج فيه نفسه؟!

حين تضرب البطالة والفقر مجتمعا ما يجدر بالسلطة أن تقرر مجانية التعليم الرسمي والجامعي حتى يرتفع الفقر، وإن لم تفعل فلن تحصد غير التخلف، وتدفع من مال الشعب للغير أضعاف ما كان يمكن أن تدفعه للتعليم. الجامعات في فلسطين تتراجع، والسلطة تتفرج، وكأن الأمر لا يعنيها. وهذا لعمرك من الخسران المبين؟!