حذر وزير القدس الأسبق، خالد أبو عرفة، من أن الاحتلال يريد الوصول إلى "نتائج سريعة جدًّا" في مساعيه لاقتطاع ما أمكن من ساحات المسجد الأقصى، مشيرًا إلى تضاعف أعداد المقتحمين، وحصول مرحلة التقسيم المكاني للمسجد.
وقال أبو عرفة لصحيفة "فلسطين"، أمس، إن الاحتلال في هذه المرحلة يريد الإسراع في إنهاء بعض الملفات فيما يتعلق بالقدس والأقصى، واستغلال سكوت العالم والإقليم عما يحدث هناك، واقتطاع "ما يمكن اقتطاعه" من ساحات المسجد وتحديدًا في باب الرحمة من الداخل حيث هناك ما يزيد على 15 دونمًا، ومن الخارج حيث مقبرة باب الرحمة.
وأوضح فيما يتعلق بمنطقة باب الرحمة من الداخل، أن الاحتلال يسعى لمنع المصلين المسلمين من الصلاة أو السجود أو حتى المشي فيها، والعديد من العائلات المقدسية والمصلين الفلسطينيين شكوا من أنهم منعوا من أن يمشوا في هذه المنطقة الشرقية القريبة من باب الرحمة، وهو ما أدرج ضمن إجراءات شرطة الاحتلال، ويدل على أن اقتطاعا يسعى الاحتلال لضمه لصالح المستوطنين في هذه المنطقة.
وحذر من أن المسلمين سيمنعون من الوصول لمنطقة مقبرة باب الرحمة أيضًا، مشيرًا إلى أهمية اتخاذ الفلسطينيين والمملكة الأردنية الهاشمية صاحبة الوصاية على المقدسات، إجراء سريعا وعاجلا لصد الاحتلال عن هذا المسعى.
ونوه إلى أنه دون هذا التحرك فإن المسلمين سيدخلون مرحلة جديدة من خلالها سيمنعون من دخول أمكنة إضافية تتحول لصالح الاستيطان.
وكانت سلطات أغلقت أبواب المسجد الأقصى ومنعت المصلين من دخوله في 17 من الشهر الجاري، في تكرار لجريمة إغلاقه في يوليو/تموز الماضي عندما قمع جنود الاحتلال المصلين واعتقلوا العشرات منهم عقب إغلاق جميع أبواب الأقصى.
وقال أبو عرفة: "نحن دخلنا في مرحلة التقسيم المكاني"، لافتا إلى أن المستوطنين يؤدون "شعائرهم التلمودية" المزعومة في أماكن يمنع المقدسيون والفلسطينيون عامة من دخولها.
وأفاد بأن هذا بات واقعا منذ أشهر عدة، بينما يسعى المستوطنون إلى توسيع هذه المنطقة إلى عشرات الدونمات، ويستعجلون محكمة الاحتلال لإصدار قانون أو قرار يسمح لهم باقتطاع هذه الأراضي.
ويشار إلى أن ما تسمى "جماعات الهيكل" المزعوم، طالبت بتمكين اليهود من اقتحام الأقصى بقرار من محكمة الاحتلال العليا، كما طالب الحاخام يهودا غليك بوضع نظام لما أسماه "تقاسم الأقصى" كما هي الحال في المسجد الإبراهيمي في الخليل.
ومن المتوقع أن يشهد الأقصى اقتحامات جديدة تزامنًا مع ما تسمى "الأعياد" في كيان الاحتلال الإسرائيلي، الشهر المقبل.
وذكر أبو عرفة أن الاقتحامات تتضاعف يومًا بعد يوم، مبينًا أنه في 2017م بلغ عدد المقتحمين للأقصى 14 ألف مستوطن، فيما منذ بداية العام الجاري اقتحم المسجد ما يقارب 25 ألف مستوطن، ومن المتوقع أن يزيد هذا العدد إلى 35 ألفًا مع نهاية العام.
وتابع بأن هناك استغلالا لما تسمى "المناسبات اليهودية الدينية" والأحداث "الساخنة" لمضاعفة أعداد المقتحمين، وحتى في شهر رمضان المبارك وعيدي الفطر والأضحى لم يسلم المسجد من تدنيس المستوطنين له.
وبحسب وزير القدس السابق، يسير المستوطنون في خطط لتصبح لهم "الأكثرية" في التواجد وأداء الشعائر المزعومة، وقد يمنعون المسلمين في المستقبل من دخول المسجد إلا باعتبارهم "زوارًا".
وفي 2016م اعتمد المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) قرارًا نهائيًّا بأن المسجد الأقصى في القدس تراث إسلامي خالص.
وأوضح أبو عرفة، أن المقدسيين هم "الشريحة الوحيدة" التي تقدم كلّ ما هو مطلوب منها تجاه القدس، لافتا إلى أن المقدسيين مرابطون في ساحات الأقصى على الأبواب وفي الساحات والشوارع وحتى في بيوتهم التي يسعى الاحتلال إلى تهجيرهم منها.
وقال: إن المقدسيين قلوبهم "مكلومة" تجاه ما يحصل وهم على استعداد للتضحية بكل ما يملكون من أجل الدفاع عن القدس والأقصى، مضيفا أن الكرة الآن "بملعب القيادات الفلسطينية والعربية والإقليم والمؤسسات الأممية ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية".
وطالب أبو عرفة هذه الجهات بالإسراع في تقديم حلول؛ "لأن هذا التقصير هو الذي يشكل طعنة في خاصرة المقدسيين والفلسطينيين وفي ظهر المقدسات والقدس، لذا عليهم فورا أن يتوقفوا عن الصمت ورفع الشعارات والاستنكار والإدانة فقط".