على طول 50 مترًا وارتفاع يبلغ نحو 20 مترًا يمتد حائط البراق مشكلًا قسمًا من السور الغربي للمسجد الأقصى، ويمتد بين باب المغاربة (جنوبًا) والمدرسة التنكزية (شمالًا) التي حولها الاحتلال الإسرائيلي إلى كنيس ومقار شرطة، بعد استيلائه على كامل مدينة القدس عام1967 م.
ويضم الحائط 25 مدماكًا من الحجارة القديمة، ويبلغ عمق الحائط المدفون تحت سطح الأرض نحو ثلث الحائط الظاهر فوقه، أما الرصيف الموجود أمام الحائط حاليًّا فيرتفع عن مستوى سطح البحر نحو 708 أمتار.
وفي الجزء الجنوبي الغربي من المسجد الأقصى -وتحديدًا أسفل باب المغاربة- يقع مسجد البراق الذي يرتبط بتاريخه بحائط البراق، حيث ينزل المصلي إلى المسجد من الرواق الغربي للأقصى بدرجات حجرية يبلغ عددها 38 درجة، ويفتح المصلى كل يوم جمعة للزيارة.
ويوجد داخل صحن المسجد حلقة عثمانية يقال إن مكانها كانت توجد الحلقة التي ربط بها النبي (صلى الله عليه وسلم) البراق في ليلة الإسراء والمعراج المباركة، ويحتوي على محراب أموي، وفي ناحيته الغربية يوجد باب قديم يسمى "باب البراق" أغلق بعيد العهد الأموي، وكان يصل مباشرة إلى ساحة البراق خارج الأقصى.
وفي إطار مساعي الاحتلال إلى تغيير جغرافية المكان سيطر الاحتلال في عام 1969م على المدرسة التنكزية، الملاصقة لحائط البراق جنوبًا، والمشيدة في العصر المملوكي عام 729هـ/1328م، ثم حولها إلى موقع عسكري لأفراد ما يسمى "حرس الحدود"، الذين يرقبون حركة المصلين داخل الأقصى ويتدخلون لقمع المصلين وملاحقتهم أو اعتقالهم.
وبحكم موقع المدرسة نفذت تحتها حفريات احتلالية عديدة تحولت إلى أنفاق تنفذ إلى أسفل أساسات المسجد الأقصى، وفي آذار (مارس) 2006م افتتح الاحتلال رسميًّا كنيسًا يهوديًّا في أحد الأنفاق التي تقع أسفل المدرسة التنكزية مباشرة، ملاصقًا تمامًا للجدار غربي للأقصى.
وعن الأهمية الجغرافية لحائط البراق يتحدث المختص بالشؤون التاريخية المقدسية روبين أبو شمسية عن ذلك بالقول: "تكمن أهمية الحائط بأنه جزء أساسي من السور الغربي للمسجد الأقصى، الذي يتداخل في بعض أجزائه مع السور القديم الذي يحيط بالبلدة القديمة على طول نحو 4300 متر بمتوسطارتفاع ما بين خمسة أمتار و15 مترًا بما يتلاءم مع جغرافية المكان".
يضيف أبو شمسية لصحيفة "فلسطين": "يقع حائط البراق عند نهاية المنحدر الغربي للتلة التي بني عليها المسجد الأقصى، وهو بذلك يشكل خط الدفاع الأول الذي يحمي الأقصى من الجهة الغربية بسبب ارتفاعه الشاهق ومتانة تشييده"، مبينًا أن الحماية التي يوفرها الحائط تتكامل مع دور سور القدس عمومًا.
ويوجد في سور القدس 36 برجًا دفاعيًّا في المنطقتين الشمالية والشمالية الغربية، وفيه كذلك
11 بابًا, سبعة منها مفتوحة، وهي أبواب: الخليل، والجديد، والعمود، والساهرة، والمغاربة، والنبي داود، والأسباط، أما الأبواب الأربعة المغلقة فجميعها تقع في الجهتين الجنوبية والشرقية للمسجد، وهي أبواب: الرحمة والمفرد والثلاثي والمزدوج.