يتعرض الجزائري نور الدين ولد علي، المدير الفني المؤقت للمنتخب الوطني، لحملة تحريض خفية يقوم بها أصحاب بعض المصالح، من خلال أذرعهم الإعلامية الموجودة خارج حدود الوطن، والتي تهدف إلى إفشاله في مهمته، ومن ثمَّ توجيه الأنظار إلى مدرب جديد للمنتخب.
وعلى الرغم من أنني أول من طالب بإعادة الكابتن عبد الناصر بركات لقيادة المنتخب الوطني من جديد لتدارك خطر التراجع، لكنَّ محاولة إعادته من خلال تشويه الآخرين أمرٌ مرفوضٌ أدبيًّا وأخلاقيًّا قبل أن يكون مرفوضًا رياضيًّا وفنيًّا.
لقد سبق أن قام أصحاب صفحة رياضية على "الفيسبوك" بالترويج للمدرب عبد الناصر بركات من خلال التهجم على البوليفي خوليو سيزار، الذي نتفق جميعًا على أنه لم يكن الخيار الأفضل لمنتخبنا، إلا أن عملية تشويهه لم تكن عملية مهنية.
وبغض النظر عن أن قضية المنتخب الوطني ومديره الفني بدأت منذ تعيين البوليفي خوليو سيزار بديلًا عن الفلسطيني عبد الناصر بركات، وبغض النظر عن قناعتنا بأن بركات هو الأنسب لتولي المهمة، إلا أن تشويه الآخرين من أجله، هو أمر مرفوض تمامًا، لأنه يندرج تحت بند (العيب).
إنَّ أقصر الطرق للانتقاد أو لمحاولة التصحيح هي الإشارة مباشرة إلى الخلل، على أن تكون هذه الإشارة صادرة عن متخصص وليست عن هاوٍ، وصادرة عن صاحب حقّ في الإشارة وليست عن متطفل ومتسلّق لسلم الرياضة.
إنَّ مصلحة المنتخب الوطني تتطلَّب دائمًا أن نقف معه ومع القائمين عليه حتى نمنحه الفرصة لتحقيق النجاحات التي هي نجاحات لنا جميعًا، ومن ثم نقوم باستبداله في التوقيت المناسب، حتى لا يتأثر المنتخب بهذا التغيير.
الطامة الكُبرى أن الذين يُشوهون الجهاز الفني الحالي، محسوبون على المدير الفني الأسبق الكابتن عبد الناصر بركات، والذي يحتل اليوم منصب المدير الفني لاتحاد كرة القدم، أي المتحكم في ملف تطوير الحالة الفنية لعناصر اللعبة برمتها.
وعليه كيف لصاحب قرار ورؤية أن يسمح لأحد مُقرب منه أن يشوه الموجود من الأجهزة الفنية، فهل هذا منطق يتقبله العقل؟
إن أصول العمل تتطلب العمل على قلب رجل واحد لإنجاح الجهاز الفني الموجود طالما أنه كان خيار رئيس الاتحاد، لا أن يتم الانقلاب عليه ورفع حالة الضغط عليه لضمان عدم تحقيق نتائج طيبة.
وأكاد أجزم أن هناك من كان في قمة سعادته عندما خسر منتخبنا الوطني أمام العراق (0-3) على ملعب الشهيد فيصل الحسيني، لأن هذه الخسارة تصب في صالح إعادة الكابتن عبد الناصر بركات لتولي منصب المدير الفني للمنتخب الوطني.
ولأنه لا يصح إلا الصحيح، فلا يجوز في حالة منتخبنا الوطني الذي تراجع في التصنيف ليصبح في المركز "99"، أن نُكابر، فالخطأ مردود، وإن كانت عملية إزاحة بركات عن منصبه خطأ، فالمنطق يُحتم على اتحاد كرة القدم إعادته لمنصبه أو التعاقد مع مدير فني جديد قادر على حمل المسؤولية قبل أربعة أشهر على موعد مشاركتنا في كأس أمم آسيا 2019.