يبدو أن عباس قرر انعقاد المجلس المركزي رغم المقاطعة الواسعة؟!. لماذا كان قرار الانعقاد؟ وهل كان يتوقع هذه المقاطعة؟! الجواب واضح ، عباس لم يعد يهتم بكل المقاطعين، بل هو يستعلي عليهم، ويستند إلى علاقته مع ( إسرائيل). الفصائل المقاطعة والرافضة لسياسة الاستبداد والانفراد هي : (حماس، الجهاد، الجبهة الشعبية، الجبهة الديمقراطية، المبادرة الوطنية، وشخصيات مستقلة). وهنا نسأل: من سيحضر الاجتماع بخلاف فتح؟!
عباس يدرك أن انعقاد المركزي في ظل هذه المقاطعة الشاملة تقريبا يعني سحب ورقة الشرعية من المركزي. بحيث يمكن للأطراف المقاطعة أن تقول إن مركزي فتح يجتمع مع نفسه؟! الخسارة التي يمكن أن تترتب على انعقاد المركزي في ظل المقاطعة هي أكبر من المكاسب على المستوى الوطني، لذا، كان حل الأزمة في نظر قيادات من فتح بتأجيل انعقاده.
كانت قرارات عباس التي تلت انعقاد المجلس الوطني تصب في خانة المقاطعة، بعد أن قرر عباس إحكام قبضته على جل مؤسسات المنظمة، لا سيما الصندوق القومي، وإقصاء المختلفين معه من فتح مثل عيسى قراقع، وناصر القدوة، وتيسير خالد، وغيرهم. عباس يحكم سيطرته على السلطة التنفيذية، والتشريعية، والقضائية، والأمنية، والمالية، ويتفرد في القرار السياسي، ويقدم أسوأ نموذج فلسطيني لسلطة الفرد، بينما يتظاهر بالديمقراطية والرغبة في الشراكة مع الآخرين، بينما هو من يهدم الشراكة، ويلعن الديمقراطية، ولا ينفذ قرارات المجلس الوطني.
لا أحد من الفلسطينيين يهتم كثيرا بانعقاد الوطني، أو المركزي، لأن مخرجات أي منهما لن تكون بعيدة عن مخرجات عباس ومراده.
إنه في ظل حكم عباس ورئاسته تراجعت القضية الفلسطينية على المستوى العربي، والدولي، والمحلي أيضا، ولا أمل فيما يبدو للإصلاح ما لم يتخلَّ عباس عن مسئوليته لجيل الشباب من خلال انتخابات حرة ونزيهة. إن مؤسسات منظمة التحرير، إما معطوبة، وإما ميتة، وإما فاسدة، ولا تستطيع القيام بخدمة القضية، وسيخطب عباس في المركزي ويزعم غير هذا كالعادة، وسيلقي تبعة الفشل على الانقسام.