رئيس فاشل. الفشل له علامات. من علامات الفشل استبقاء الانقسام، وحصار غزة ماليا. ومن علاماته المبكرة فشل اوسلو وفشل حل الدولتين. لا أحد يمكنه إنكار عقوبات عباس المالية ضد غزة وضد الموظفين الغزيين. الذرائع الفنية والحسابية لعدم صرف الرواتب بالكامل هي ذرائع كاذبة فارغة، لا يصدقها أحد، حتى عباس نفسه لا يصدقها، ودولة العدو لا تصدقها، والموظفون لا يصدقونها, وهنا نقول ما جدوى انعقاد المركزي، بعد تعطيل عباس لقرارات الوطني.
حين فرض عباس الحصار المالي على غزة، وعاقب الموظف والتاجر والسوق، وأصاب السكان من شر عمله ما أصابهم، نسي أنه يشرّع للغير فرض العقوبات والحصار المالي على السلطة والشعب أيضا. أميركا التي لا ينقصها المكر والشر، استثمرت عقوبات عباس المفروضة على غزة وقررت وقف مساعداتها المالية للأونروا، وتتجه لوقف مساعداتها المالية الإنسانية للسلطة .
المعادلة كالتالي: عباس يعاقب غزة لإخضاعها لإرادته، وأميركا تعاقب السلطة لإخضاعها لإرادتها، لو كان عباس كريما مع شعبه، ورحيما في إجراءاته، لما تجرأت إدارة ترامب على حصاره ماليا لإخضاعه وإخضاع الشعب الفلسطيني لمشروعها التصفوي. عباس ضحى بغزة لينال حظوة عند (إسرائيل وعند أميركا)، ولكن النتيجة كانت معاكسة تماما. عباس خسر غزة وولاء الشعب في الضفة والخارج، وألقت به (إسرائيل وأميركا) خارج الملعب.
حين يكون القائد كريما مع شعبه، يفرض على النظام الدولي أن يكون كريما معه، وحين يكون لئيما مع شعبه، سيجد المعاملة نفسها من القوى الخارجية. من يرفع مكانة شعبه، يجبر الآخرين على احترامه ورفع شأنه، وشواهد ذلك واضحة فيمن حولنا، وهي مقررة في التاريخ وقصص الغابرين، فهل يستطيع المركزي نقل هذه المعادلات لعباس.
من يهن شعبه، ويستعبده، تهنه (إسرائيل) وتستعبده، وستلحق به الهزيمة بعد الهزيمة، وكما كان مستحيلا أن ينتصر النظام العربي في عام 1967م، لذات الأسباب المذكورة آنفا، فإنه من المستحيل أن يحقق عباس أهداف الشعب الفلسطيني لذات الأسباب.
أول النصر أن ينتصر القائد على نفسه، وأن يقمع رغبتها في الطغيان، وعندها سيجد شعبا حرا يعينه على عدوه، ويحقق به النصر. ولم يستعبد حاكم شعبه إلا انفضَّ عنه شعبه وتركه وحيدا، وحسبنا مقاطعة الجبهة، والديمقراطية ، وحماس، والجهاد للمركزي. لا أمل في التفرد، والديكتاتورية، والاستبداد.