فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

"هند رجب" تحوَّل رحلة استجمام لضابط "إسرائيليّ" إلى مطاردة قانونيَّة بقبرص.. ما القصَّة؟

ترامب وإعادة رسم الجغرافيا السياسية للمشرق العربي

بخيام مهترئة.. النَّازحون في غزَّة يواجهون بردِّ الشِّتاء والمنخفض الجوِّيِّ

تقارير عبريَّة: هكذا هزمتنا فلسطين إعلاميًّا.. وأبو شمالة يعلِّق: الاعتراف نتاج للواقع الميدانيِّ بغزَّة

دبلوماسيّ سابق لـ "فلسطين أون لاين": استمرار الحرب على غزَّة يساهم في شلِّ قدرة الاحتلال

أوقعتْ 20 قتيلًا.. الداخليَّة بغزّة توضح تفاصيل حملةً ضد عصابات سرقة شاحنات المُساعدات

إنَّهم يألمون.. حزب اللَّه يكشف عن مصير ضبَّاط إسرائيليِّين توغَّلوا في لبنان (فيديو)

"ملحمةُ الطُّوفان".. القسّام تبث مشاهد لمخلفات جنود قتلى وبدلة ملطخة بالدماء في معارك شمال غزّة

تعذيب عبر "فتحة الزنزانة".. شهادات جديدة لأسرى من غزَّة يكشفون كيف تفنَّن الاحتلال في تعذيبهم

ضيف غير مرحَّب به بملاعب أوروبَّا.. هزائم رياضيَّة بأبعاد سياسيَّة لـ (إسرائيل)

​تركيا تنتصر لعملتها

لم يسكن البيتَ الأبيضَ حاكمٌ محبٌ للإسلام، أو مسالمٌ له. البيت الأبيض يتوارث كراهية الشعوب المسلمة، كما كان يتوارثها الصليبيون في الزمن المنصرم. ثمة تفاوت في نسبة الكراهية بين رئيس وآخر، وبين ديمقراطي وجمهوري إنجيلي، ولكنهم جميعا لا يبدون احتراما أو تعاطفا مع الشعوب العربية والإسلامية.

نعم، ربما كان ترامب أشدهم وضوحا في كراهيته للإسلام والمسلمين، ولكن لا ننسَ أن بوش الابن دمر أفغانستان، والعراق، وتآمر أوباما الديمقراطي على ثورات الربيع العربي، وشارك في إحباط آمال الشعوب، ولا ننسَ أن جميعهم كانوا حلفاء لدولة العدو الإسرائيلي، وقاهرين للفلسطينيين.

من هذه الخلفية المتوارثة تأتي كراهية ترامب لأردوغان، وتآمره على نهضة تركيا، على الرغم من وجود تركيا في الحلف الأطلسي، ورغم علمانية الدولة التركية. تركيا التي حققت نهضة اقتصادية في ظل حزب العدالة والتنمية، التي تنتقد (إسرائيل وأميركا)، تمثل خطرا على سياسة الدولتين في الشرق الأوسط في رؤية ترامب.

(أميركا وإسرائيل) لا تملكان مبررا لقتال تركيا عسكريا، ولكن لديهما رغبة في إضعاف تركيا وتركيعها، ومن ثمة كان دعم الدولتين لحزب العمال التركي، وكان احتضان (أميركا وإسرائيل) لمحاولة الانقلاب الفاشلة، التي احتضنتها أيضا دول عربية، كارهة للنهضة التركية.

لم تقف هذه الدول عند دعم الأكراد المناوئين للحكم في تركيا، أو عند احتضان الانقلاب الفاشل، بل خططوا مؤخرا لحرب اقتصادية ضد تركيا، أسفرت حتى الآن عن إضعاف الليرة التركية، وفرضت أميركا ضرائب عالية على الألومنيوم، والحديد والصلب المستورد من تركيا، واشترت هذه الدول بمساعدة دول عربية غنية الدولار من السوق التركية، وباعت الليرة التركية، فهبطت الليرة بنسبة 40% ، وكان هذا كله يهدف إلى زعزعة الاستقرار في تركيا، وإفشال أردوغان وحزبه.

الشعب التركي الذي يتميز بالاعتزاز بقوميته، يقف اليوم بمجموعه، من موالاة ومعارضة، ضد الإجراءات الأميركية الإسرائيلية، ويشتري الليرة التركية، ويتخلى عن الدولارات الأميركية، ويدعم إجراءات حكومة أردوغان المضادة لهذه الهجمة العدائية الشرسة.

من المؤسف أن أنظمة عربية تدعم (أميركا وإسرائيل)، وتشمت بانخفاض قيمة الليرة التركية، بينما تشتري الشعوب العربية الليرة التركية، وتبيع الدولار، دعما للشعب التركي ولتوجهات تركيا المناصرة لفلسطين ولقضايا العرب والمسلمين. الشعب التركي الذي أفشل الانقلاب، هو الشعب التركي الذي سيفشل حرب (إسرائيل ترامب ) الاقتصادية ضد تركيا. إن التخلي عن الدولار، واستبداله بعملات أخرى، هو ما يمكن أن تقوم به الشعوب العربية والإسلامية ردا على السياسات الأميركية الإسرائيلية.