فلسطين أون لاين

توتر في "بلاطة" بعد اعتقال السلطة أحد "المطلوبين"

...
صورة أرشيفية للتوتر الأمني في مخيم بلاطة
نابلس - خاص "فلسطين"

شهد مخيم بلاطة ومحيطه، صباح أمس، حالة من التوتر مصحوبة بمظاهر فوضى وانفلات أمني في أعقاب اعتقال مخابرات السلطة أحد المواطنين المطلوبين لديها قرب المخيم.


وكان العديد من المسلحين خرجوا في مسيرة احتجاجية في مخيم بلاطة وأطلقوا زخات من الرصاص في الهواء احتجاجًا على اعتقال مخابرات السلطة الشاب عمر أبو ليل، أحد المطلوبين لديها بعد كمين له بالقرب من المخيم، قبل أن تتسع موجة الاحتجاجات إلى خارج المخيم ويتم إغلاق شارع القدس الرئيسي والطرق الأخرى المحيطة بالمخيم، تزامنًا مع حالة كبيرة من الارباك في حركة الداخلين والخارجين من وإلى مدينة نابلس.

ولم تكن أحداث اعتقال أبو ليل، هي الأخيرة في مسلسل التوتر بين أجهزة أمن السلطة والمسلحين في مخيم بلاطة، فهناك معالم خلافات لم تعد تخفى على أحد تبرز مخرجاتها من خلال احتجاجات شبه يومية يشهدها المخيم بعضها يتطور لإغلاقات وأخرى تبقى حبيسة الحارات هناك، ويفسرها الكثير من المحللين والمتابعين على أنها امتداد لخلافات فتح الداخلية وحالة الاحتقان بين المسلحين وأجهزة أمن السلطة.

نصر أبو جيش القيادي في حزب الشعب الفلسطيني، أكد أن الأزمة في مخيم بلاطة "لا يمكن أن تنتهي إلا بانتهاء أسبابها والمتمثلة بانعدام الثقة بين المواطن والأجهزة الأمنية".

وأضاف أبو جيش لـ"فلسطين"، "آن الأوان أن يأخذ القانون حقه بعيدًا عن أشكال العسكرة وبعيدًا أيضًا عن التستر عن أي خارج عن القانون ولا التغطية على ممارسات ولا حتى التمييز بين أي شخص كان، وتوازيًا مع ذلك لا بد للمواطن أن يشعر بالأمن والأمان الحقيقي".

وتابع أبو جيش "الكل مع الأمن، ولكن الاختلاف في كثير من الأحيان مع طريقة تطبيقه وهو بحد ذاته بات مُسوغًا لكثير من المجرمين والخارجين عن القانون للاستمرار في غيّهم ومعاداتهم ووقوفهم أمام الأجهزة الأمنية التي نقدر جهودها".

واستنكر حالة الفوضى والانفلات التي تصاحب أي حدث أمني في مخيم بلاطة، مضيفًا "لا يعقل أن يتم إغلاق الطرقات والمفارق، ويُمنع المارة والمسافرون من السفر عبر أهم الطرق المؤدية إلى المدن الأخرى والمحاذية لمخيم بلاطة، وما ذنب أصحاب المحال التجارية والسيارات بأن يلحقهم الأذى نتيجة تلك المظاهر الفوضوية".

من جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي سليمان محمد، ما يحدث في مخيم بلاطة وتكرار الأحداث، مؤخرًا، "بمثابة رسائل متبادلة بين أطراف في حركة فتح".

وتابع "ما يجري في مخيم بلاطة من حالة توتر يمكن اعتبارها محاولات إيصال رسائل من أطراف داخل حركة فتح تجاه سياسات السلطة بحقهم، وهذا أصبح أمرًا معروفًا لا يحتاج لكثير من البحث والاستفسار".

ورأى محمد، أن ما يجري لن يغير كثيرًا في سياسات قيادات حركة فتح، وبالتحديد قيادة السلطة كون رئيسها محمود عباس، أخذ على عاتقه منهجا إقصائيا لتيارات داخل الحركة لصالح تيارات تعبر عن ولائها له، وهذا يأتي في إطار حالة الاصطفاف الداخلي التي تمر بها الحركة والتي تحاول قيادات السلطة تصنيفها على تيارات الشرعية وغير الشرعية.