كالعادة، غزة تقف وحدها في مواجهة العدوان. لماذا تقف غزة وحدها؟! الجواب معلوم، وهو بسؤال آخر: هل ثمة معتصم أو صلاح؟!، هل ثمة عرب أحرار؟!. ألم يمت أحرار العرب منذ أن ماتت فيهم عزة العرب، ونخوة الإسلام. نفتخر بقصة المعتصم وصلاح، ولكن لا معتصم، ولا صلاح؟! في النظام العربي قادة يعملون ضد غزة، ويدافعون عن مصالح إسرائيل، ليبقوا في كراسيهم، لهذا تقف غزة وحدها في مواجهة العدوان المتكرر.
قدر غزة، أن تقاوم العدو وحدها، وقدرها أن تفضح أنظمة الردة العربية. لو كان في النظام العربي نخوة أبي طالب، أو نخوة المعتصم، ما تركوا دم عائلة (خماش) التي قتلها العدو وهم خالدون إلى النوم، ولما تركوا العدو يقصف مائة هدف في غزة دون كلمة شجب أو استنكار.
نحن أمام نظام عربي هزيل، استمرأ الذلة والتنازل، ويريد من غزة أن تسبّح بحمده وأن تثني عليه أناء الليل وأطراف النهار دون حق يستحقه ؟! إن غزة تتلوى من حصار عرب قبل حصار يهود، وفي حصار اليهود لنا حجة العداوة، وليس في حصار العربي لنا حجة غير النذالة والذلة، ولو كان فيهم عزيز ما تجرأ العدو على قصف مائة هدف في غزة في ليلة واحدة.
غزة، حين تقاوم العدو بما تستطيع، تقف على قمة المجد، الذي تنازلت عنه أنظمة العرب، التي ولغت في دماء شعوبها ولوغ الأسد الكاسرة في دماء فرائسها الضعيفة، ومع ذلك تسمع من رويبضة العصر، من يزعم أن جهود سيده هي التي أوقفت العدو عن إبادة غزة؟! وكأن غزة لقمة مستساغة، وكأن لسيده قيمة.
غزة، التي يحاصرها العدو، ويتجهمها القادة العرب، من المحيط إلى الخليج، إلا ما رحم ربك، لن تقبل الذلة أو الطغيان، وستدافع عن شرفها، وشرف الشعوب العربية المستعبدة. غزة لن تتوقف عن المقاومة حتى تنال إحدى الحسنيين، النصر أو الشهادة. غزة عرفت طريقها، كما عرف الأوائل الكرام من الصحابة طريقهم، فجاءهم نصر الل ، فعزوا، وأعزوا. الجبناء والضعفاء، لا يصنعون التاريخ، ولا تتذكرهم الأجيال.