فلسطين أون لاين

​لعبة الإحباط تكتيك سياسي

يبدو أن أحاديث الإعلام عن التهدئة في غزة مع العدو الصهيوني هي أحاديث مبالغ فيها، وأنها تستهدف أمورا وأهدافا غير التهدئة نفسها. منذ لقاء القاهرة الأخير، ثم قدوم قيادة حماس الخارج إلى غزة، ضخ الإعلام العبري والإعلام العربي الصادر في لندن، معلومات ضخمة عن التهدئة، وعن تفاصيلها، ورؤية الأطراف لها، وموقف الوسيط المصري منها، حتى حسب السكان في غزة وغيرهم أن التهدئة ورفع الحصار عن غزة قد باتا واقعا مؤكدا، وينتظران توقيع الأطراف، والإعلان عن سريان الاتفاق؟!

جلّ هذه المعلومات، والأخبار، كانت فيما يبدو مزيفة، وتستهدف رفع سقف توقعات سكان غزة، ثم إعادتهم إلى حالة الإحباط التي كانوا فيها، أو إلى حالة أسوا من تلك التي كانوا فيها، ومن ثم نزع ثقتهم بحماس، وبالقيادات الفصائلية الأخرى.

يبدو أن دولة العدو التي تتحكم تقريبا في الخبر الإعلامي الخاص بالتهدئة وتعمل وفق مناهج علم النفس، كانت تقدّر حاجة غزة إلى التهدئة للخروج من الحصار، فمدت حبل التهدئة للسكان من خلال الإعلام، لكي تصل التهدئة إلى الفشل بعد تضخم الأمل، ومن ثمة يتم إفساد الرأي العام باتهام حماس بالتعنت، وعدم مراعاة حاجات السكان، مع أن وقائع الميدان، ومصادرنا، تقول إن ( إسرائيل) تفكر خارج التهدئة، وهي لا تتعاطى مع فكرة تخفيف الحصار، ووقف العدوان، فبالأمس قتلت مجاهدَيْن من القسام بدون سبب، وأغلقت معبر كرم أبو سالم أمام البترول والغاز اللذين لا تستغني عنهما غزة أيضا بدون سبب، واختفت خلف البالونات الحارقة، وخلف أسراها عند حماس، بينما هي لم تقدم عرضا جادا لرفع الحصار، وتحقيق التهدئة، أو لتبادل الأسرى.

دولة العدو بقيادة نتنياهو تتلاعب فيما يبدو بجهود ميلادينوف، وجهود مصر، وآمال سكان غزة، وتستهلك الوقت وتستثمره لاستكمال بناء الجدار في محيط غزة، وتحاول قيادة العدو أن تزيد الانقسام الفلسطيني من خلال إيحاءات أنها تعمل على فصل غزة عن الضفة، لكي تثير حفيظة فتح التي وقعت في الشرك فأخذت تهاجم حماس، وتهاجم فكرة التهدئة ورفع الحصار؟!

خلاصة الواقع خلف الضخ الإعلامي الكثير، تقول لا توجد عروض جيدة ومقبولة حول التهدئة لا من دولة العدو، ولا من الأمم المتحدة والوسطاء، والسبب هو تعنت دولة الاحتلال، وغياب الضغوط الدولية الحقيقية. لعبة المناورات، والإحباط تكتيك نفسي سياسي تجيده دولة الاحتلال، وتجد لها فيه أعوانا في الإعلام العربي، الذي يتقمص شخصية ( أبو العُرّيف)؟!