تفترش المسنة المقدسية نفيسة خويص أقرب مكان يطل على المسجد الأقصى، وتؤدي صلواتها هناك، عقب قرار الاحتلال الإسرائيلي إبعادها عن المسجد لمدة أسبوعين؛ بحجة ارتياده باستمرار والدفاع عنه من مقتحميه المستوطنين والجنود المدججين بالسلاح.
تقول خويص في حديث لصحيفة "فلسطين": "أخرج يومياً باتجاه المسجد الأقصى، وأحط رحالي عند أقرب نقطة قريبة على أبوابه، فهذه الطقوس التعبدية أصبحت ضمن جدول كل مبعد عنه، لا نستطيع الصبر على فراق المسجد، فالأقصى بالنسبة لي حياتي وبيتي".
وتضيف: "قبل إبعادي عن المسجد الأقصى أجبروني على توقيع أوراق وكفالة مالية وسجن ستة أشهر إذا دخلت المسجد في فترة الإبعاد، وها أنا قلبي يبكي قبل عيني، فالمستوطن يقتحم المسجد الأقصى ويؤدي طقوسه التلمودية، ونحن نُحرم منه ونُبعد بشكل تعسفي، فلا يوجد في العالم نظام يدعي الديمقراطية ويحرم الإنسان من عبادته الدينية إلا في هذه الدولة الظالمة".
وتواصل المقدسية خويص حديثها بحرقة وصوت فيه حشرجة: "قرار الإبعاد لن يثنيني عن حب المسجد الأقصى أو عدم الذهاب للصلاة فيه، فقد عاهدت نفسي على الرباط فيه حتى آخر نفس، وقرارات الإبعاد التي تنغص علينا لن تزيدنا إلا إصراراً وحباً للأقصى الأسير".
رئيس لجنة أسرى القدس أمجد أبو عصب، أكد أن الحرب على المسجد الأقصى لا تكمن في الاقتحامات فقط، بل في استهداف كل مقدسي يداوم على الصلاة فيه، موضحاً أن القضية لا تتعلق بنشطاء كما يدعي الاحتلال، بل هناك مبعدون من كبار السن من الرجال والنساء كالحاجة خويص التي يتجاوز عمرها الستين، وتهمتها الصلاة في الأقصى بشكل دائم.
وأشار أبو عصب لصحيفة "فلسطين" إلى إبعاد الاحتلال في الجمعة الماضية 35 مصلياً بشكل تعسفي عن الأقصى لإفساح المجال أمام المستوطنين المقتحمين وطقوسهم التلمودية فيه، بدون انزعاج من صيحات التكبير.
وأضاف: "هناك سياسة تجفيف واجتثاث للوجود الإسلامي في المسجد الأقصى، واعتقال من يرابط فيه وتوجيه التهم الأمنية له، حيث تصل العقوبة إلى عام إذا كانت هناك مداومة للشاب أو الفتاة على الصلاة طوال اليوم بما بات يعرف بتنظيم شباب المسجد الأقصى".
د. جمال عمرو زوج المرابطة زينة رضوان التي تعرضت للاعتقال والمحاكمة والإبعاد عدة مرات، يقول: "الاحتلال ينقل معركة الإبعاد والعقوبات للأشخاص المبعدين إلى عائلاتهم، فعلى سبيل المثال زوجتي، نال الاحتلال منا جميعاً انتقاماً منها، فمنعت أنا وأولادي من السفر، وتعرضنا للتحقيق، وهدمت بلدية الاحتلال منزل العائلة، وهناك تهديد بعقوبات أخرى".
وأوضح أن انتهاكات الاحتلال ضد عائلات المبعدين "تدلل على أن الحرب لا تقتصر على الإبعاد، بل تسير إلى المحيط العائلي لكل مرابط ومرابطة، حتى يكون هناك خوف وضغط عائلي على الأبناء لعدم الذهاب للصلاة في المسجد الأقصى".

