في ضوء ما يجري من مباحثات حول التهدئة والمصالحة نقول : إن غزة تحتاج إلى اتصال مباشر مع العالم الخارجي، لا قيمة للتواصل مع العالم الخارجي من خلال وكيل عربي، أو غير عربي. الوكيل مهما حسنت نيته لا يمكن أن يقوم بمراد غزة كما يريد أبناؤها.
دولة الاحتلال لا تريد لغزة أن تتواصل مع العالم اقتصاديا واجتماعيا بشكل مباشر، لذا هي تطرح موانئ عربية بديلا عن ميناء أسدود، وبديلا عن ميناء غزة. بمعنى آخر ( إسرائيل) تريد استبقاء تحكمها بغزة بشكل أو آخر، مباشر أو غير مباشر.
إنه يمكن تطوير ميناء غزة ليكون قناة غزة والضفة معا للعالم. يجب مقاومة التوجهات الصهيونية التي تود إخضاع غزة والضفة لمصر والأردن . إن الخطوات المتدرجة التي تقوم بها حكومة نتنياهو في التعامل مع غزة والضفة توحي برغبة صهيونية للعودة إلى الحل المصري الأردني، بما يمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة، ويمنع حل الدولتين.
الميناء، والمطار، وآبار الغاز في غزة هي من رموز السيادة الفلسطينية التي يجب أن تكون حاضرة في المناقشات، والمفاوضات غير المباشرة التي تجري حاليا من أجل تهدئة موقوتة بمدة زمنية تعترف بها الأطراف.
غزة تحتاج إلى مشاريع اقتصادية، وصناعية، وصناعات دقيقة، لحل مشاكل الفقر والبطالة، وهذه لا تنجح إذا لم يتوفر لها ميناء فلسطيني، ومطار فلسطيني، وقدرة فلسطينية مباشرة على الاستيراد والتصدير دون وساطة دولة أخرى. إن بقاء اقتصاد غزة رهينة أيادي الوسطاء، يعني أن غزة لن تستطيع بالسلطة أو بدونها إرساء معالجة جيدة لحياة السكان .
إن خطا ملاحيا مباشرا مع العالم للاقتصاد والسفر، هو مطلب شعبي عام ربما يخلّص الناس من المعاناة القاسية على المعابر، ويخلص التجارة من الاستنزاف المالي في النقل والتخليص، ويوفر فرص عمل جيدة للسكان.
من المعلوم أن دولة الاحتلال تعمل على إبقاء غزة فقيرة، وتحت قبضتها وقبضة الآخرين، وقد صرح قادتها بهدفهم هذا دون مواربة، وهذا ما تنبغي مقاومته. جدير بالتهدئة أن تسهم في معالجة الفقر والبطالة، وأن تعالج مشكلة المعابر التي تتحكم بغزة وحياة سكانها وتتقلب أوضاعها بتقلب الأمزجة السياسية .