وافق، اليوم، الذكرى الـ18 لاستشهاد القسامي عامر منصور الحضيري، من طولكرم بالضفة الغربية المحتلة، إثر اغتيال الاحتلال الإسرائيلي له، بقصف سيارته التي كان يستقلها، بثلاثة صواريخ من طائرة أباتشي، أدت لاستشهاده على الفور.
وولد الحضيري بتاريخ 25/4/1978 في مدينة طولكرم، وقد نشأ وترعرع في بيت إسلامي، ودرس المراحل الأساسية في مدارس المدينة، وتميز بين أقرانه وأنهى الثانوية العامة بنجاح عام 1997، ثم التحق بجامعة الخليل في كلية الإدارة والريادة، ثم التحق بجامعة القدس المفتوحة عام 1998 لدراسة نفس التخصص والتركيز على المحاسبة، وقد كان في نهاية السنة الثالثة عندما تم اغتياله.
وعرف عن الحضيري نشاطه في المجال الدعوي والجهادي، وقد أحبه كل من تعرف عليه كونه كان شابا مطيعا مساعدا للجميع وملتزما دينيا وأخلاقيا، فمنذ نعومة أظفاره اهتم بالذهاب إلى المسجد والانخراط في نشاطات أشبال المساجد.
بدأت الانتفاضة وهو في التاسعة من عمره وكان يشارك أقرانه الصغار في مقارعة الاحتلال حسب إمكاناتهم، وكلما كبر، كبرَ معه حبه لوطنه.
اعتقل شقيقه الأكبر وبعد شهر من اعتقاله، اقتحمت قوات الاحتلال منزله واعتقلت الشهيد عامر، حيث اتهم بالانتماء لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وكذلك رشق جنود الاحتلال بالحجارة، والمشاركة في المظاهرات، وحكم عليه بالسجن 20 شهراً، منها 8 فعلية و12 مع وقف التنفيذ لمدة خمس سنوات مع غرامة مالية (5000) شيكل.
اعتقل مرة أخرى بعد أن نصبت له قوات الاحتلال حاجزا طيارا مكنها من اعتقاله، فخرج من أسره مع بداية انتفاضة الأقصى ليعود للعمل الجهادي بنفس أقوى ويكمل مشواره الدعوي والنضالي الذي اتخذه طريقا له.
في الأشهر الأخيرة بدأ يشعر أن العيون تلاحقه، فأصبح يحتاط ويتبع النواحي الأمنية في حركته وتنقله، وبعد أن طلب من والدته أن تدعو له بالشهادة، خرج من البيت راكبا سيارته التي لم يركبها منذ مدة إلا صباح ذلك اليوم متوجهاً إلى المسجد لصلاة العصر ومقابلة أصحابه.
وبعد دقيقتين من خروجه فقط، يوم 5/8/2000، سمع والداه انفجارات مدوية، لتكون هذه الانفجارات هي ثلاثة صواريخ تطلقها طائرات الأباتشي على عامر في سيارته، ليرتقي شهيداً من الصاروخ الأول، فيما أدى الصاروخان الثاني والثالث إلى احتراق السيارة بأكملها وأجزاء من جسده.

