فلسطين أون لاين

خبراء إسرائيليون: رغم مباحثات التهدئة قد ينفجر الوضع في أيّ لحظة

...
الناصرة- فلسطين أون لاين

نقلت وسائل إعلامية إسرائيلية عن أوساط أمنية إسرائيلية، وجود تقديرات إسرائيلية تفيد بإمكانية اندلاع موجة تصعيد واسعة في قطاع غزة، رغم مباحثات التهدئة بين الكيان العبري وقطاع غزة.

ونقلت صحيفة معاريف عن أوساط أمنية إسرائيلية قولها: إن "هناك تقديرات إسرائيلية تفيد بإمكانية اندلاع موجة تصعيد واسعة في قطاع غزة، عشية اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، اليوم، واستمرار الاتصالات والاجتماعات داخل قيادة حماس".

فجوات كبيرة

وأضاف في تقرير ترجمه موقع "عربي21" أن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ما زالت ترى الفجوات بين حماس و(إسرائيل) كبيرة، رغم أنه من المتوقع أن يتخذ الكابينت قرارًا بالوصول لترتيبات مع حماس تخص الوضع الإنساني في القطاع، في حين أن التقارير تتزايد حول التقدم في مباحثات المصالحة بين فتح وحماس بوساطة المبعوث الدولي نيكولاي ملادينوف".

وأشار إلى أن "التخوف في (إسرائيل) أنه إن فشلت مباحثات المصالحة، فإن الأمر كفيل باندلاع تصعيد إضافي في غزة، ما يتطلب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو البقاء في المنطقة، وليس السفر إلى كولومبيا كما كان مقررا، تزامنا مع خروج أصوات متشائمة من حماس تجاه تعثر المصالحة مع فتح، واعتبار المباحثات الجارية في القاهرة على أنها الفرصة الأخيرة".

فيما قال عمير ربابورت الخبير العسكري في مجلة "يسرئيل ديفنيس" للعلوم العسكرية، إن "استمرار ظاهرة البالونات الحارقة، يعني صعوبة أن نتوقع هدوءًا كاملًا في غزة، رغم المباحثات الجارية لإنجاز التهدئة مع حماس، لكن الوضع سيبقى مرشحا للانفجار في أي لحظة، ويطرأ عليه تغيير مفاجئ".

وأضاف في مقال مطول ترجمه "عربي21" أن (إسرائيل) ما زالت تنتهج سياسة قديمة-جديدة تقوم على إبقاء حماس مردوعة، وليس القضاء عليها كليًّا، ما يطرح تساؤلًا جديًّا حول مدى مصداقية هذه السياسة.

كما قال ليئور أكرمان المسؤول السابق بجهاز الأمن العام الشاباك، إنه "آن أوان تغيير هذه السياسة إزاء حماس، بحيث يتم القضاء على سلطتها نهائيًّا بأقرب فرصة ممكنة، وأول مناسبة تسنح أمام (إسرائيل)".

وأضاف أن "استمرار إطلاق القذائف الصاروخية والصواريخ ونيران القناصة والطائرات الورقية، لم تغير في الواقع الأمني شيئًا في غزة، لأن حماس تجد نفسها في طريق مسدود لأن الأزمة الاقتصادية التي تعانيها، نابعة من غياب مصادر التمويل الكافية، والحصار البحري، وعدم وجود تعاون من السلطة الفلسطينية، ما يجعل الجمهور الفلسطيني يزداد تذمرا".

وأوضح أن "اتفاق المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية مفيد للحركة، لكنه في الوقت ذاته يشكل خطرا على حكمها في القطاع، كما أن استمرار التهدئة مع (إسرائيل) فترة زمنية طويلة قد يضعف موقف الحركة أمام باقي التنظيمات الفلسطينية، لأنها لن تتمكن من منعها من تنفيذ هجمات ضد (إسرائيل)".

وختم بالقول بأنه "طالما أن حماس لا ترى في غزة فقط حدود الدولة التي تسعى لإقامتها، لأنها تتبع أيديولوجية الإخوان المسلمين، فإن الحديث عن حفاظ الحركة على هدوء أمني على طول حدود القطاع أوهام إسرائيلية فارغة".

يوسي بيلين وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق قال، إن "الحل الأسرع لإيجاد مخرج للأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، هي السماح بإدخال خمسة آلاف عامل من غزة دفعة واحدة للعمل في (إسرائيل)، لأنها خطوة من شأنها التأثير إيجابا على الواقع المزري هناك، وسكان القطاع ليس لديهم الكثير من الوقت لانتظار نتائج المصالحة بين فتح وحماس، أو التقدم في مباحثات التهدئة، أو إقامة جزيرة مائية".

اتفاق شامل

وأضاف في تحليل نشره موقع "يسرائيل بلاس"، وترجمه موقع "عربي21" أنه "يمكن أن نستيقظ صباح ذات يوم قريب على اتفاق شامل يقضي بإنقاذ غزة من الانهيار الوشيك الذي تعانيه، عبر عدة مؤشرات أهمها أن تتوصل حماس و(إسرائيل) لاتفاق بشأن الجنود والجثامين التي تحتجزها حماس منذ أربع سنوات، أو إقامة ميناء بحري قبالة شواطئ غزة، أو وقف الحرائق المندلعة في حقول مستوطنات غلاف غزة، رغم أن احتمال تحقق هذه الآمال والتطلعات ليست عالية بما فيه الكفاية".

وأوضح بيلين، وهو أحد رموز عملية التسوية مع الفلسطينيين، والرئيس السابق لحزب ميرتس، أن "هناك حاجة للعثور على حل فوري سريع عاجل يمنع المزيد من التدهور الخطير في غزة، فإدخال هذا العدد من العمال لـ(إسرائيل)، يعني دخول موارد مالية لغزة بقيمة 360 مليون شيكل سنويًّا على الأقل، ما يعني إنعاش الاقتصاد الغزي".

وأشار إلى أنه "رغم أن جهاز الشاباك يعارض هذه الخطوة خشية أن يكون بين العمال من ينفذ عمليات هجومية في (إسرائيل)، لكنه يتفهم حاجة السوق الإسرائيلي للأيدي العاملة الفلسطينية، رغم أن العامل الأمني هو الذي يحول بينه وبين الموافقة على هذا المقترح".

وختم بالقول إن "(إسرائيل) تبدي حالة من اللامبالاة تجاه المأساة الإنسانية في القطاع، ويتبادل وزراؤها المزايدات بما من شأنه التسبب باستمرار دورة العنف، لكن نتنياهو يعلم ماذا يعني إعادة احتلال غزة من جديد، وهو الأمر الأخير الذي يتمنى القيام به، رغم أن الطائرات الورقية تواصل إثبات قدرتها على إزعاج الإسرائيليين".