حاولت أن لا أفعل أمراً لا تحبه الزميلة لمى خاطر، أعني المديح والتسحيج.
وهي التي عُرفت دائماً بصلابتها وثبات مواقفها ووضوح رؤيتها وثورية كلماتها.
عرفتها منذ العام 2004، في شبكة فلسطين للحوار، حين كنا جميعاً نكتب بأسماء مستعارة إلا هي.. كنا نستلهم أسماء الشهداء وصورهم، وكانت هي تكتب باسمها من غير تردد.
حين أرادت مجلة "فلسطين المسلمة" أن تضيف قلماً تعبوياً ثورياً، كان لي شرف ترشيح اسمها، رغم أن بعض الأصدقاء اعترضوا على الاقتراح بسبب حدّة طرحها.
وكان الجواب، في زمن "الواقعية" الواهمة، يجب أن يتصدر قلمٌ واضحٌ يبدد الوهم بالحقيقة الساطعة.
استطيع أن أتخيل ثبات لمى في تحقيق يوميّ يدوم عشر ساعات، وأستطيع أن أتخيل إجاباتها الصارمة والواضحة للمحققين. وأعلم أن التعب الذي بدا على وجهها في المحكمة، إنما هو ثمن شعارها الذي لا تحيد عنه:
قِفْ دُونَ رَأيِكَ في الحياةِ مُجَاهِداً .. إنَّ الحَياةَ عَقِيدةٌ وَجِهادُ
لمى خاطر، نموذج واضح وصارخ، ماذا يمكن القلم أن يفعل بمن يخافون الحقيقة.
وقلم لمى، كالحقيقة الجارحة، كالرصاص الخطاط في الظلام، كالقنابل الفكرية والتعبوية التي تؤسس بالفكر جيلاً ثورياً.
لمى لا تعطي الثوار قنبلة او رصاصاً، لكنها تعلّمهم كيف يقاومون ويبنون المقاومة بدءاً من العقل والقلب، قبل السلاح والتدريب.
فهي تعلمهم الصيد، بدل أن تعطيهم سمكة. وهذا ما يفعله الكبار دائما.