فلسطين أون لاين

​عهد.. أيقونة تحدت الاحتلال

...
عهد التميمي (أ ف ب)
رام الله / غزة - أدهم الشريف

شكل إطلاق سراح الفتاة الفلسطينية عهد التميمي من سجون الاحتلال الإسرائيلي، نافذة جديدة لها لتحدي (إسرائيل)، بعدما عاهدت وطنها وأرضها باستمرار النضال من أجل قضية فلسطين.

وما إن أفرج عنها الأحد الماضي، حتى وقفت عهد (17 عامًا) أمام وسائل الإعلام العالمية، وأعلنتها بملء الفم أنها ستوصل صوت الشعب الفلسطيني إلى كل العالم.

وقضت عهد من سكان قرية النبي صالح، شمالي غرب رام الله، محكوميتها في سجون الاحتلال والبالغة 8 أشهر لـ"صفعها جنديين إسرائيليين" أمام بيتها في واقعة وثقتها كاميرا فيديو، وحولتها إلى رمز للمقاومة عند الفلسطينيين.

وتقول عهد: إن كل دقيقة كان لها معنى في السجن رغم الصعوبات التي واجهتها.

"بقيت قوية وصامدة وتحديت الاحتلال أنا والأسيرات، ودرست التوجيهي، وأنهيت دورة في القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وكل هذا تم تحت ضغط من إدارة السجون" أضافت عهد بعد خروجها من السجن.

ولم تغادر عهد السجن وحدها، إذ رافقتها والدتها ناريمان التميمي فترة الاعتقال.

وكان وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان، فرض عقوبات وإجراءات مشددة على عائلة التميمي، كما قال لصحيفة "فلسطين" باسم التميمي والد الطفلة عهد، مشيرًا إلى أن العائلة قطعت عهدًا بأن تدافع عن نفسها أمام انتهاكات سلطات الاحتلال وجيشها التي زادت بحقها بعد اعتقال ابنته.

وشملت العقوبات آنذاك منع 20 شخصًا من عائلة التميمي يحملون "تصاريح أمنية" من الدخول للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48.

غير أن التميمي البالغ من العمر (50 عامًا)، قال إنه لا يوجد 20 شخصًا يحملون تصاريح لدخول الأراضي المحتلة من العائلة البالغ قوامها 600 فرد، يقيمون في قرية النبي صالح.

واعتقل التميمي 9 مرات لدى الاحتلال الإسرائيلي، وتعرض لتحقيق قاسٍ في أقبية السجون، حتى أنه أصيب بالشلل من شدة التعذيب، لكنه تغلب عليه وتعافى منه بعد فترة قصيرة، كما يقول.

وتعبيرًا عن تضامنهما معها، وفد فنانان إيطاليان إلى الضفة الغربية المحتلة، ورسما جدارية لعهد التميمي على جدار الفصل العنصري، ما أثار غضب الاحتلال الذي سارع لاعتقالهما ومن ثم ترحيلهما إلى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.

واتهمت سلطات الاحتلال الرسامين بـ"تخريب وإلحاق أضرار بالسياج الأمني في منطقة بيت لحم".

وبلغ ارتفاع الجدارية الواقعة قرب بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، نحو 4 أمتار، تظهر فيها الفتاة عهد (17 عاما) بعد انقضاء فترة محكوميتها.

وطالما كان الجدار موقعًا يستخدمه فنانون لتسليط الضوء على جرائم الاحتلال، وقد رسم الفنان البريطاني السري بانكسي عدة رسومات عليه تظهر بشاعة الاحتلال وتنتصر لحقوق الشعب الفلسطيني.

وفي مواقع التواصل الاجتماعي، احتفل الرواد بحرية عهد ووالدتها، بأعداد كبيرة من المنشورات المؤيدة والداعمة لها ولنضالها ضد الاحتلال الإسرائيلي.