فلسطين أون لاين

​وقفة جماهيرية حاشدة بغزة ضد سياسة "أونروا"

...
غزة - فلسطين أون لاين

نظّمت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار الثلاثاء، وقفة جماهيرية حاشدة ضد سياسة وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" تقليص خدماتها في قطاع غزة.

واحتشد الآلاف أمام مقر وكالة الغوث الرئيس بمدينة غزة وسط حضور ومشاركة ممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية ووجهاء ومخاتير وموظفي "أونروا" وطلبة مدارس وجماهير واسعة من شعبنا، رافعين لافتات منددة بسياسات الوكالة تجاه اللاجئين.

وقال القيادي في الجبهة الشعبية حسين منصور في كلمة ممثلة عن الهيئة "نحتشد اليوم في هذا الاعتصام الجماهيري الحاشد لإيصال رسالة شعبنا وجموع اللاجئين الرافضة لسياسات الأونروا الظالمة بحق شعبنا".

وأوضح منصور أن الدور الذي تلعبه الأونروا يتماشى مع ما أسماه "المؤامرات الأمريكية والصهيونية"؛ لتصفية المؤسسة وإنهاء دورها عبر محاولات صفقة القرن.

وأكد أن محاولات الكونجرس الأمريكي لإقرار قانون بإعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني وإتاحة عودة 40 ألف فقط مِمَنْ شهدوا النكبة وحرمان الباقي "يعزز الدور المشبوه لإنهاء قضية اللاجئين".

وجدد دعم الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار وإسنادها الكامل للموظفين الذين تعرضوا للظلم وإنهاء عقودهم، داعيًا الأونروا للتراجع فورًا باعتبار هذه الإجراءات مشبوهة ولا مبرر لها.

وشدد منصور على تصميم شعبنا بمواجهة كل مخططات تصفية قضية اللاجئين، وإنهاء خدمات الأونروا، منطلقين من أن خدماتها لا ترتكز على الدور الخدماتي فقط.

وبيّن أن رفض الأونروا كافة الحلول التي عرضت عليها من أجل حل مشكلة الموظفين فضلاً عن عدم اتخاذ إجراءات لتسريح عشرات المستشارين الأجانب الذين يُحملِّون ميزانيتها مبالغ ضخمة؛ "يؤكد تواطؤ هذه الإدارة على المخططات المشبوهة التي تستهدفنا".

وأكد منصور أن فعاليات شعبنا ستبقى مستمرة وستتواصل وستأخذ منحنى تصاعديّاً وضاغطًا فيالأيام القادمة إلى أن تتراجع إدارة الأونروا عن إجراءاتها الظالمة فوراً فضلاً عن عدم اتخاذ إجراءات أخرى.

وطالب الأشقاء العرب وكل أحرار العالم بضرورة التدخل العاجل من أجل دعم صمود شعبنا الفلسطيني، والتأكيد على حقوق اللاجئين ومواجهة كل مخططات تصفية حقوقهم وضرورة الضغط على الدول المانحة من أجل الإيفاء بالتزاماتها حتى لا تصبح الأزمة المالية عقبة ومبرر لاتخاذ الإدارة لهذه الإجراءات الظالمة.

كارثة حقيقية

ووصف أمين سر اتحاد الموظفين في وكالة الغوث يوسف حمدونة تقليصات الأونروا بحق اللاجئين وإلغاء عقود 956 موظّفا مثبّتا على برنامج الطوارئ وإغلاق مراكز التموين والتحذيرات بعدم بدء العام الدراسي الجديد بـ"المؤشرات الخطيرة وتنذر بكارثة إنسانية".

ونفى حمدونة ما أسماه الادعاءات التي تسوقها الأونروا أن المكتب الإقليمي لها بغزة مغلق، مؤكداً أنه لا زال مفتوحًا أمام الجميع، ولم يتم إغلاقه لحظة واحدة.

وأضاف "ندعو الأونروا لعدم ترويج الإشاعات والمعلومات غير الدقيقة عبر الناطقين باسمها، وعدم إرسال رسائل تهديد من قبل البعض المتنفذ في مكتب المفوض، وندعو لفتح تحقيق عاجل بادعاءاتها الكاذبة بحقنا، فالتهديدات لن تخيفنا".

وبيّن حمدونة أن اعتصام الموظفين داخل المكتب سلمي، قائلاً " سنعلن عن إضراب مفتوح بالكامل وشامل مع إدارة الأونروا في وقت قريب جدًا".

وشدد على أن اتحاد الموظفين العرب بالأونروا لن يسمح بتمرير قرارها إلغاء حقوق 956 موظّف مهما كلفه الأمر، وسيدافع عنهم وفق القوانين والأعراف المكفولة.

ودعا مفوض عام الأونروا التدخل لنزع فتيل الأزمة، ووقف هذا التدهور في تقديم الخدمات والتراجع عن قرار وقف الموظفين، "والذي لا يتوافق مع حملة الكرامة لا تقدر بثمن".

ودعا حمدونة لفتح العام الدراسي بموعده وعدم التهديد والتلاعب بمصير نصف مليون طالب فلسطيني وربع مليون طالب بغزة، "فنحن في حال عدم فتح المدارس نعرف أين يداوم طلابنا"، دون توضيح ذلك.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بوقف ما أسماه "الكارثة الإنسانية" التي ستحل باللاجئين وتحديدًا بغزة؛ جراء ما تقوم به وكالة الغوث من إجراءات، "لا تنتظر أيها الأمين العام أن يبقى الآلاف من طلابنا في الشوارع".

عقاب للاجئين

وأوضح رئيس المجلس المركزي لأولياء الأمور في أونروا زاهر البنا أن قرار الوكالة تسريح ألف موظف من العاملين على برنامج الطوارئ دليل واضح على مشاركتها بعقاب اللاجئين الفلسطينيين، وتعطيل الخدمات المقدمة لهم.

وأعرب البنا عن خشيته من عرقلة العام الدراسي، قائلاً "نشعر بخيبة أمل كبيرة وخشية حقيقية من تفاقم الأزمة، ونجد أبناءنا ومعنا موظفي الأونروا أمام واقع جديد يتساوق مع ما يجري مع أهلنا في الخان الأحمر".

وأضاف "واقع يقود لتنصل تدريجي لوكالة الغوث من تحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين؛ وكأن القضية حلّت وحصل شعبنا على حقوقه كاملة غير منقوصة، بما في ذلك تطبيق القرار الأممي بعودة اللاجئين إلى أراضيهم".

وأكد البنا وقوف مجلس أولياء الأمور مع مطالب الموظفين المعتصمين داخل الأونروا، "وسنبقى داعمين ومساندين لهم، ونؤكد استمرارنا في الفعاليات الوطنية والجماهيرية حتى وقف كافة الإجراءات الظالمة بحقهم".

وجدد تأكيده على ضرورة بدء العام الدراسي بموعده المحدد، "ونعلن أننا سنفتتح العام في وقته، وسنرسل طلابنا وطالباتنا حاملين حقائبهم ودفاترهم إلى مدارسهم".

ودعا للمشاركة الواسعة في سلسلة اعتصامات احتجاجية والفعاليات السلمية التي تنظمها القوى الوطنية والإسلامية واللجان الشعبية للاجئين والهيئة الوطنية لمسيرات العودة واتحاد الموظفين من أجل التصدي لما أسماه "المؤامرة التي تقودها الأونروا".

وطالب البنا الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام للأونروا بإقالة مدير عمليات وكالة الغوث "ماتياس شمالي" من منصبه؛ "لأنه منذ استلامه للوظيفة بدأ مسلسل التقليصات والتضييق على اللاجئين، ولم يسجل له أي انجاز يذكر".