إذا كان المجتمع الدولي والأمم المتحدة على دراية كاملة بتداعيات الحصار العبثي المضروب على غزة منذ عقد ونيف، وإذا كان المجتمع الدولي والأمم المتحدة يرفضان الحصار على غزة رفضًا مبدئيًا، وإذا كان ملادينوف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في المنطقة يبحث عن حلول لرفع الحصار، فلماذا وقف هؤلاء جميعًا خرسًا صامتين من عدوان البحرية الإسرائيلية على سفينة العودة النرويجية، إحدى سفن أسطول الحرية رقم خمسة؟! لماذا تعترض البحرية الغاشمة السفينة، وتستولي عليها بقوة السلاح، وتسحبها إلى ميناء أسدود على مرأى ومسمع من هؤلاء جميعًا؟!
سفينة العودة تحمل نشطاء دوليين يدعون إلى السلام، وإلى رفع الحصار عن غزة، فلماذا تمنع دولة الاحتلال وصولهم إلى غزة؟! إن وصول السفينة إلى غزة هو وصول رمزي. ولماذا يقف ملادينوف والمجتمع الدولي والعربي خرسًا لا يستنكرون، ولا يحتجون؟!
كيف يمكن لغزة أن تثق بالكلام الذي يطلقه ملادينوف، ونتنياهو، وغيرهم، حول مبادرات جديدة لإغاثة غزة، ورفع الحصار عنها، بينما يمنع نتنياهو سفينة رمزية من الوصول إلى غزة، ويقف العالم متفرّجًا، وكأن شيئًا لم يحدث؟!
سفينتا أسطول الحرية الخامس (العودة، وحرية) انطلقتا من السويد والنرويج باتجاه غزة وعليهما نشطاء سلام دوليون يرفضون الحصار على غزة لأنه ظالم، وغير قانوني، وعقاب جماعي، وهم لا يحملون على ظهر السفينتين غير الأمل والحرية. إنهم في رحلتهم هذه يكشفون عن الوجه القبيح لدولة (إسرائيل)، والوجه الأقبح للمجتمع الدولي المنافق، الذي يكيل بمكاييل متعددة.
أطراف عديدة ومن بينها دولة الاحتلال، يزعمون أنهم يبحثون عن حلول إنسانية لأزمات غزة الحياتية، ويزعمون أن نسيج المبادرة التي تحت الإعداد، تنسجها الأمم المتحدة، ومصر، وإسرائيل والسلطة، في الوقت الذي تمنع فيه دولة البغي سفينة العودة من الوصول إلى غزة؟!
يبدو أن خبر منع سفن أسطول الحرية الخامس من الوصول إلى غزة، قد أصبح خبرًا روتينيًّا، لا تلتفت له وسائل الإعلام العربية والدولية، وتلكم مأساة الشعب الفلسطيني الثانية بعد مأساة الاحتلال، والعدوان الغاشم، حين يتجاهلهم العالم؟! عالم يقوم على النفاق، ولا يحترم غير الأقوياء؟!