فلسطين أون لاين

عقب عملية الشهيد دار يوسف

الاحتلال ينتقم من "كوبر" بالاقتحامات والاعتقالات وفرض الحصار

...
صورة أرشيفية
رام الله-غزة/ عبد الرحمن الطهراوي:

رام الله-غزة/ عبد الرحمن الطهراوي:

بعد ساعات قليلة من تنفيذ الفتى الشهيد محمد دار يوسف عملية طعن بمستوطنة "آدم" أدت إلى مقتل مستوطن وجرح اثنين آخرين، مساء الخميس الماضي؛ اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مسقط رأس الشهيد قرية كوبر شمال غرب مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، لتشرع على الفور في تطبيق سياسة عقاب جماعي للسكان.

وبدأت الانتهاكات فجر الجمعة بمداهمة جنود الاحتلال منزل عائلة الشهيد، وأخذ قياسه استعدادًا لهدمه، واعتقال ثلاثة من سكان القرية، قبل أن تندلع مواجهات عنيفة استمرت حتى ساعات الصباح الأولى بين شبان القرية وجنود الاحتلال الذين استخدموا الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وأغلقت قوات الاحتلال في أثناء انسحابها جميع مداخل القرية بالسواتر الترابية، معلنة فرض حظر شامل على حركة دخول وخروج سكان القرية بدعوى "دعمهم للإرهاب"، وذلك بعد بضعة أشهر من رفع الاحتلال حصارًا شاملًا فرضه على كوبر قرابة أربعة أشهر، عقب عملية الطعن التي نفذها الأسير عمر عبد الجليل العبد في الحادي والعشرين من تموز (يوليو) 2017م.

رئيس المجلس القروي لكوبر عزت بدوان أكد أن الاحتلال باشر عقب عملية دار يوسف الانتقام من سكان القرية باقتحام القرية بالآليات المدرعة ومئات الجنود، الذين نفذوا عمليات تفتيش وتخريب في منازل المواطنين وممتلكاتهم، واعتدوا عليهم بالضرب وهددوهم، واعتقلوا بعضهم تعسفًا.

وقال بدوان في حديثه إلى صحيفة "فلسطين": "إن الاحتلال لم يكتف بعمليات الانتقام التي نفذها فجر الجمعة، بل عاد بعد أقل من 24 ساعة بقوات كبيرة معززة بالجرافات والمعدات الثقيلة، ليشرعوا على الفور في تخريب الشوارع وإقامة السواتر وإغلاق المدخل الشرقي الرئيس، فضلًا عن اقتحام عدة منازل وسرقة مبالغ مالية خاصة بأسر القرية".

وذكر بدوان أن قوات الاحتلال تمارس على السكان سياسة العقاب الجماعي والتضييق الاقتصادي، ضاربة عرض الحائط بكل المواثيق الدولية التي ترفض تلك الإجراءات الانتقامية، داعيًا المتضامنين الأجانب ومؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان لزيارة القرية، والتضامن مع السكان العزل، لمنع الاحتلال من التفرد بهم.

وتسيطر حالة من الخوف والترقب على جميع سكان قرية كوبر، البالغ عددهم نحو أربعة آلاف نسمة، خشية تكرار سيناريو العقاب الجماعي الذي نفذه الاحتلال عقب عملية الطعن التي نفذها الشاب الأسير عمر العبد، في مستوطنة حلميش المقامة على أراضي قرية "النبي صالح" شمال غرب رام الله، وأدت حينها إلى مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة رابع.

تلاحم شعبي

بدوره رأى الناشط هشام البرغوثي أن عواقب كارثية بانتظار سكان القرية، عقب إعلان الاحتلال فرض الحصار على كوبر وإغلاق مداخلها، الأمر الذي سيعيق حركة خروج العمال إلى مصالحهم، ويمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، إذ يعمل غالبية السكان في الزراعة والصناعة.

وذكر البرغوثي لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال عزل كوبر خلال الساعات الماضية عن محيطها: قرية أبو شخيدم والمزرعة القبلية جنوبًا، والنبي صالح شمالًا، وأم صفا وبيرزيت من الجهة الشرقية، ودير عمار غربًا، مبينا أن مختلف صور التلاحم الشعبي تهيمن على القرية، خاصة بعد تهديد الاحتلال بهدم منزل عائلة الشهيد دار يوسف.

وكان الاحتلال هدم منزل عائلة العبد، وفرض حصارًا مطبقًا على القرية، وأيضًا اعتقل والديه وبعض أقربائه بتهمة "العلم المسبق بتنفيذ العملية وعدم منعها"، قبل أن تصدر محكمة الاحتلال على الأسير العبد حكمًا بالسجن 4 مؤبدات، وذلك في الوقت الذي طالب فيه وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان بإيقاع حكم الإعدام عليه.