قائمة الموقع

بين "أسعد" و"حسنة".. قصة عشق تطرق جدران السجون!

2017-01-14T07:02:19+02:00
والدة الأسير زعرب برفقة مراسل صحيفة فلسطين

تتمنى حسنة زعرب لو أنها تتذوق طعم السعادة بتحرر نجلها الأسير أسعد زعرب (33 عامًا)، المحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

الأسير زعرب الذي اعتقل بتاريخ 12/5/2002، بعد تنفيذه عملية استشهادية قتل فيها ضابطًا في جيش الاحتلال في منطقة سوافي رفح، جنوبي القطاع، والتي كانت محتلة آنذاك، وحكمت عليه محاكم الاحتلال بالسجن المؤبد مدى الحياة، يدخل بعد أربعة أشهر عامه الـ16 في الأسر.

وتعقد حسنة (54 عامًا) آمالاً كبيرة على المولى تعالى أولاً وأخيرًا، ثم على المقاومة الفلسطينية، بتحرر نجلها في أقرب وقت ممكن، ضمن صفقة مشرفة تنجزها المقاومة، رغمًا عن الاحتلال الذي يعد الإفراج عن من "تلطخت أيديهم بدماء" جنوده "أمرًا مستحيلاً".

وقالت زعرب لصحيفة "فلسطين"، التي التقتها في منزلها الواقع غرب محافظة رفح جنوبي قطاع غزة: "أنتظر تحريره ليعود لي ويسند ظهري الذي كسرته القسوة والمعاناة والألم"، مشددة على أن الشوق لاحتضانه ورؤيته محررًا يشعل نار قلبها.

وأظهرت مدى علاقة الحب والعشق بينها وبين نجلها، قبل حادثة أسره وبعدها، مشيرة إلى أن العلاقة تتخطى علاقة الأم بابنها، إلى علاقة الصداقة والمحبة.

وقالت أم عاطف: "عندما كنت أمشي بجانبه خارج البيت للتسوق أو الزيارات أو التنزه، كان يظن أصدقاؤه أنني شقيقته ولست أمه، ويستغربون من قوة العلاقة بيننا"، موضحة أنه كان يحب رياضة السباحة في البحر.

وتابعت: "كلما جلست أمام شاطئ بحر رفح، تذكرت حركاته وكلماته، ودخوله مسافات طويلة في البحر وخوفي عليه من غدر البحر به"، مضيفة: "أسعد كان صديق عمري وأخي وحبيبي، وكان أقرب أشقائه لي".

أما عن زياراتها لنجلها في سجون الاحتلال، أوضحت زعرب أن تلك الزيارات لا تتجاوز نصف ساعة وتكون من خلف ألواح زجاجية، لا تروي عطش عشقها ولهفتها لابنها، خاصة أنها اعتادت جلساته الطويلة وأحاديثه آخر النهار عن كل ما حدث معه خلاله قبل أسره.

وأوضحت أن أسعد صاحب قلب حنون، حاول إخفاء الحكم الحقيقي عليه في أول زيارة له في سجن "نفحة" الذي عاش فيه 12 سنة –ثم انتقل إلى سجن ريمون-، وأخبرها أن الحكم الصادر بحقه هو السجن 20 سنة فقط، حتى لا يصدمها بالحكم الحقيقي، مشيرة إلى أن الزيارة الأولى كانت صعبة جدًا.

وذكرت أن اسم نجلها "أسعد" ملازم للسانها، خاصة عندما تنادي على أشقائه وشقيقاته في المنزل قائلة "صورته وصوته لا يغيبان عني، وأشعر أنه قريب مني، رغم سجنه".

واستعرضت المعاناة الطويلة التي عاشتها العائلة بعد أسره، خاصة أن الاحتلال هدم منزلهم، مما اضطرهم للسكن في خيمة لمدة تزيد على أربعة أشهر، ثم الانتقال للسكن في بيت مؤجر لأكثر من 13 عامًا، إلى أن حصلت العائلة على شقة في المساكن الحكومية التابعة إلى "UNDB"، غربي رفح.

ونوهت إلى أن المنزل الذي تسكنه العائلة حاليًا، يقع في المكان الذي نفذ فيه أسعد العملية وقتل ضابطًا إسرائيليًا، موضحة أن التحرير هو مصير الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومصير كل الأسرى.

ويبلغ عدد الأسرى المحكومين بالسجن مدى الحياة 496 أسيرًا في سجون الاحتلال.

اخبار ذات صلة