فلسطين أون لاين

​القرى والتجمّعات البدويّة.. اقتلاع البشر والتاريخ

...
رام الله / غزة - جمال غيث

"الخان الأحمر، حمصة الفوقا والتحتا، مكحول، جبل البابا، عرب الكعابنة، الجهالين، أبو دهوك، الهذالين ومسافر يطا" جميعها أسماء لقرى وتجمعات بدوية مهددة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية بالتهجير لصالح إقامة مشاريع استيطانية.

ويبلغ عدد القرى والتجمعات البدوية المهددة بالتهجير من قبل سلطات الاحتلال، 63 قرية وتجمعًا بدويا، من بينها 44 في النقب، و19 في شمال الأغوار في منطقة البقيعة الشرقية والغربية، وفق منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جمال جمعة.

خطة ممنهجة

وأكد جمعة في اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين" أن سلطات الاحتلال تسير وفق خطة ممنهجة من أجل تهجير جميع القرى والتجمعات البدوية في الأراضي المحتلة خاصة ممن يقيمون في المنطقة (ج) من الضفة الغربية المحتلة، التي تخضع لسيطرة سلطات الاحتلال إدارياً وأمنياً.

وبدأ الاحتلال بتهجير التجمعات البدوية، بحسب جمعة، منذ عام 1997 لإقامة كيان لها وتنفيذ مخططاتها للسيطرة على المنطقة ولتصفية القضية الفلسطينية، تلا ذلك البدء بإنشاء مشروع بناء الجدار العازل عام 2002 الذي سلب آلاف الدنمات الفلسطينية وحاصر الأخرى وبدأ في استهداف التجمعات البدوية بزعم أنها تجمعات عشوائية وغير شرعية وتقيم على أرض تتبع للكيان الاحتلالي تنفيذًا لمشروع E1 الاستيطاني الهادف لسلب الأراضي الفلسطينية.

وبين جمعة أن مراحل الهدم تمر بداية بتسليم إخطارات بمنع البناء ومن ثم الهدم، واعتبار المنطقة منطقة عسكرية، وتمنع المؤسسات الدولية من تقديم احتياجات السكان في مقدمة لتهجيرهم.

سيطرة إسرائيلية

وأكد جمعة أن تهجير القرى والتجمعات البدوية سيجعل الضفة الغربية تحت نفوذ الاحتلال الإسرائيلي الذي سيسيطر على الطرق وتجمعات المياه الجوفية وشبكات الصرف الصحي، وسيضرب 80% من قطاع الثروة الحيوانية في الضفة، مرجعًا ذلك لأن سكانها يعتمدون على انتاجها بالدرجة الأساسية.

وذكر أن الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، تقف إلى جانب الأهالي وتتبنى قضاياهم وتحث العالم ووسائل الإعلام للوقوف إلى جانبهم وتنقل معاناتهم والجرائم الممارسة بحقهم للعالم، مضيفًا: "وهذا لا يكفي ولا بد من موقف سياسي استراتيجي لمواجهة التهجير".

ويعيش سكان التجمعات البدوية بخيام أو في بيوت من زينكو "صفيح"، ويعملون بالدرجة الأساسية بالرعي وتربية الحيوانات والتنقل بحثًا عن العشب والماء.

ترسيم الحدود

و أكد خبير الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية الفلسطينية خليل تفكجي، أن سلطات الاحتلال تمارس سياسة التطهير العرقي بدءًا بمنطقة غور الأردن وحتى جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية وذلك ضمن سياسة إسرائيلية لترسيم حدود مستقبلية مع أي دولة فلسطينية ستقام.

وقال تفكجي لصحيفة "فلسطين": "هناك أكثر من 44 تجمعًا بدويًا فلسطينيًا في منطقة الأغوار، يقطنها نحو 150 ألف فلسطيني، سيتم تهجيرهم تنفيذًا لمشروع 5800 لعام 2050، والذي يعد من أهم مشاريع اليمين الإسرائيلي تجاه مدينة القدس".

وأضاف: "يأتي تهجير سكان قرية "الخان الأحمر" ضمن هذا المشروع الذي يقضى بإقامة الفنادق والمطاعم والمطارات ومناطق صناعية في مدينة القدس المحتلة"، مشيرًا إلى أن المخطط الإسرائيلي بتهجير القرى والتجمعات البدوية اتخذ قبل (40 عامًا) وفق ما نشرته صحيفة "هآرتس العبرية".

تطهير عرقي

وأوضح تفكجي، أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف من وراء تهجير التجمعات البدوية إقامة مطار دولي كبير في منطقة البقيعة القريبة من مدينة أريحا والبحر الميت، وربط المنطقة بشبكة من القطارات، وإقامة مناطق صناعية وتجارية وفنادق.

ويزعم الاحتلال الإسرائيلي أن التجمعات البدوية تقام على أرض تتبع لكيان الاحتلال ويجب طردهم، وفق تفكجي، الذي أكد أن الاحتلال يعمل وفق مخطط محلي وإقليمي لتهجير السكان من خلال مواصلة سياسة التطهير العرقي بحقهم لتنفيذ مخططاته ومشاريع اقليمية في المنطقة لتصبح همزة الوصل بين أوروبا والعالم العربي.

وتحاول سلطات الاحتلال بين الفينة والأخرى استصدار أوامر هدم قرى وتجمعات فلسطينية في محاولة منها لتنفيذ مخططاتها ومشاريع لتصفية القضية الفلسطينية.