فلسطين أون لاين

​لمى خاطر .. عنوان بذاتها

دونت الكاتبة الفلسطينية المبدعة لمى خاطر تقول: " ليس مهمّاً كثيراً الأذى الذي يلحق بالإنسان على صعيد ذاته حين يقف أمام لحظة اختبار المبادئ، ولا قيمة للبحث عن استقرار شخصي في خضمّ معركة واسعة تستهدف اقتلاع جذور النماء وسحق الإرادة وفرض سياسة امتهان المذلّة على المجموع".

مشهد الفجر قبل يومين يدمي القلب عندما يتكالب جنود الاحتلال لاعتقالها وهي تودع طفلها الذي لم يتجاوز 3 سنوات، وتقابل ذلك بكل رباطة جأش، وإرادة صلبة تقاوم الأمومة لديها، وهي التي يربطها علاقة مميزة مع طفلها، كما نجحت في تريبة أبنائها حتى وصلوا إلى المرحلة الجامعية بتميز، وبأعلى الدرجات رغم مشاركتها ودورها المجتمعي، وهي تترجم ما تقول إلى أفعال، بينما ينام عشرات الآلاف من الرجال في الضفة الغربية على أسرتهم، وبينهم عشرات الآلاف من الأجهزة الأمنية،لتقاوم عنهم لمى بإرادة وتصميم.

خرجت لمى تطالب برفع العقوبات عن غزة، وعبرت عن عتبها وألمها لما تقوم به الأجهزة المنية من مطاردة للمشاركين في المظاهرات المناهضة لإجراءات السلطة ضد غزة، وقبلها بأيام خرجت تناصر وتدعم عائلات الأسرى في سجون الاحتلال، ولم تترك نشاطًا ضد الاحتلال إلا وشاركت فيه.

إلى جانب نشاطها الميداني فهي من أنشط الفلسطينيات عبر منصات التواصل الاجتماعي، والوجه الإعلامي المعبر عن القضية الفلسطينية عبر الفضائيات, وأتقنت فن التعبير بروحها الوطنية، وقالت بقلمها، فكانت الكاتبة المبدعة المعبرة والمدافعة فعلًا وقولًا، وقاومت كل محاولات كتم صوتها أو التهديدات، أو ابتزاز الأجهزة الأمنية والاحتلال لها، واعتقال زوجها وتهديدها واقتحام منزلها في كثير من المرات، لتتحول إلى عنوان بذاتها لمقاومة الاحتلال والسلطة بشراسة قل نظيرها.

بتاريخ 22/11/2014، اعتدت الأجهزة الأمنية عليها واعتقلتها، فكتبت حينها، "أن الكاتبة لمى خاطر تمتلك قلماً وطنياً برز بقوة من خلال صحيفة فلسطين، ودافعت بقوة عن تبني المقاومة كسبيل في وجه الاحتلال وانتقدت السلطة باستمرار لانتهاكها حقوق الإنسان ومصادرة الحريات في الضفة الغربية ووصفت واقع مدينة الخليل تحديداً بأنه يعيش تحت احتلالين الأول معلن وهو الاحتلال الإسرائيلي والثاني السلطة التي تخلي الشوارع أمام الأجهزة الأمنية الصهيونية لتنفيذ الاعتقالات وإغلاق المؤسسات".

وكانت حينها تتعرض لانتهاكات من السلطة لم تقف مانعاً أمام لمى التي خرجت نصرة للأقصى وتقدمت المسيرات في الخليل ولم تكتفِ بالشعارات، وتعرضت للإصابة برصاص مطاطي من الاحتلال ولم يمنعها من إعلانها أنها ستواصل مقاومة الاحتلال وأن اعتقال الأجهزة الأمنية لزوجها لن يثنيها عن دورها".