قائمة الموقع

​مشاريع الاستيطان في جبل المكبر .. تصفية حسابات

2017-01-14T06:46:30+02:00
الاحتلال يواصل مشاريعه الاستيطانية في القدس (أ ف ب)

إعلان بلدية الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، طرح بناء 2500 وحدة استيطانية في بلدة جبل المكبر جنوبي المدينة، بمثابة تصفية حسابات مع أهالي الحي المقدسي؛ بفعل مواقف الأهالي ضد الاحتلال، ومقاومتهم لعمليات التهويد ودفاعهم عن مدينتهم.

وشرعت بلدية الاحتلال، مؤخراً، بعملية هدم واسعة لمنازل بلدة جبل المكبر، تمهيدا لبناء مشروع استيطاني جديد يشمل 2500 وحدة استيطانية جديدة.

وأكد الخبير في شؤون القدس د. جمال عمرو، أن ما يجري في جبل المكبر له أسباب نفسية وتاريخية لدى الاحتلال، "فالاحتلال يريد محو ومحاصرة جبل المكبر لأن التاريخ يؤكد قدوم الخليفة عمر بن الخطاب الى القدس من هذا الجبل، واعلن التكبير من هناك".

وقال عمرو: "أهالي حي المكبر أصولهم بدوية ويعرف عنهم المحافظة على العادات والتقاليد والالتزام .. الاحتلال يحاصر جبل المكبر بالمستوطنات والاحياء الاستيطانية واليوم يريد ان يزرع الاستيطان داخل منازل اهالي جبل المكبر، انتقاما من تاريخ هذا الجبل ومواقف أهله الابطال المحافظين على اسلامية القدس".

وأشاد بدور سكان جبل المكبر، وعدم تعاطيهم مع مقترحات الاحتلال في المدينة المقدسة، مؤكدا أن خروج الفدائيين من البلدة، وصمود الأهالي في وجه السياسات الإسرائيلية العدوانية، "دفع سلطات الاحتلال، للانتقام، بإعلان بناء 2500 وحدة استيطانية داخل جبل المكبر بعد تهويد محيطه".

من جهته، قال مدير دائرة الخرائط ونظم المعلومات في جمعية الدراسات العربية بالقدس، خليل التفكجي، إن "الاحتلال يحاول تمرير مشاريع استيطانية ضخمة في أحياء القدس بذريعة العمليات الفدائية، فمخططات هذه الوحدات الاستيطانية موجودة مسبقا، والتنفيذ ينتظر الوقت المناسب، وخاصة أن الأحياء المقدسية تتعرض للغزو الاستيطاني بشكل دائم ومستمر، ولم يبق في القدس زاوية او حي الا وتم الاستيطان فيه ومحاولة تهويده".

من جانبه، رأى الباحث محمد قاسم من الجمعية العربية في القدس المحتلة، أن الاسراع في طرح وحدات استيطانية من قبل بلدية الاحتلال، "يشكل استراتيجية في التعامل مع الأحياء المقدسية المكتظة بالسكان، فجبل المكبر مكتظ بالسكان ويعيش أهله حياة صعبة، وإن وضع وحدات استيطانية بداخله وصفة عاجلة لترحيل أهله بعد انعدام الحياة فيه وحصاره".

وبحسب وسائل إعلامية عبرية، فإن بلدية الاحتلال شرعت بهدم المنازل الواقعة في محيط منزل الشهيد فادي القنبر، منفذ عملية جبل المكبر الأسبوع الماضي، تمهيدا لبناء مشروع استيطاني جديد.

وكان الشهيد القنبر قد نفّذ الأحد الماضي، عملية دهس قرب مستوطنة "أرمون هنتسيف"، حيث استهدف مجموعة من جنود الاحتلال كانوا في جولة استكشافية تعريفية لمدينة القدس المحتلة مما أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة خمسة عشر آخرين.

وفي السياق، طالبت جمعية حقوق المواطن في (إسرائيل)، بإزالة الحاجز من مدخل جبل المكبر في شرقي القدس، مؤكدة أن شرطة الاحتلال تستخدم أساليب العقاب الجماعي في القدس بشكل مكثف، دون استناد قانوني.

ووفق بيان صحفي، أمس، فقد بعثت الجمعية برسالة عاجلة إلى ما يسمى بـ"ضابط لواء القدس في شرطة الاحتلال" يورام هليفي، احتجاجًا على إغلاق مدخل جبل المكبر في أعقاب تنفيذ عملية دهس 4 جنود اسرائيليين، وللمطالبة بإلغاء هذا الحاجز وازالته فورًا، لأن وضعه بهذا الشكل لا يستند الى أي قاعدة قانونية.

وقالت الجمعية في رسالتها إن "إغلاق المدخل الرئيسي للحي بهذا الشكل هو عقاب جماعي، يطال كل سكان الحي بدون اي علاقة لهم لما جرى. وأنه يجب على الشرطة أن تتعامل بحرص أكثر، وعدم المس بسير الحياة الطبيعية للسكان، خصوصًا عند الحديث عن أعداد كبيرة بالآلاف وعشرات الآلاف، من الاطفال والنساء والمسنين".

وأضافت أن "المس بمجموعة سكانية كبيرة وفرض قيود على تحركاتها وسير حياتهم الطبيعية تصبغهم بصبغة المتهمين بدون اي استناد قانوني لهذه الاعمال".

اخبار ذات صلة