غزة تعود إلى التهدئة. عادت الأطراف إلى التهدئة بعد التصعيد الخطير في يوم الجمعة. في يوم الجمعة المنصرم 20 تموز 2018م قصفت قوات الاحتلال 65 هدفًا في قطاع غزة في ساعات معدودة. توقف القصف في الليل وتجاوزت الأطراف حافة الحرب الرابعة. حماس والمقاومة لم تقصف مواقع الاحتلال بالصواريخ ردًّا على القصف. المصادر الإعلامية العبرية تحدثت عن ضغوط مصرية وقطرية وتركية، وملادينوف، على حماس لعدم الرد على القصف بالقصف.
الأطراف الإقليمية لا تريد حربا رابعة مدمرة. الأطراف الضاغطة تعلم أن هناك خللا كبيرا في موازين القوة، وتعلم أن هناك أطرافا داخل دولة العدو، وأخرى في دول إقليمية، تزكي نار الحرب للأسباب مختلفة.
إن توقف القصف في منتصف الليل يكشف عن أن الطرف الفلسطيني، والطرف الصهيوني لا يريدان الحرب الرابعة. نعم كان القصف الصهيوني يوم الجمعة واسع النطاق، ولكنه كان دون الحرب الموسعة، وكانت الخسائر البشرية محدودة. القصف بالقصف معادلة صحيحة، ولكنها تخضع عادة للحكمة في تقدير الموقف، ودون ذلك تكون مغامرة.
غزة التي تعاملت مع المطالب العربية والإقليمية بمرونة وحكمة فوتت الفرصة على دعاة الحرب الرابعة، ووضعت المسؤولية المجتمعية في غزة في المكان الصحيح. غزة لا تريد الحرب، ولكنها ترفض الحصار وتقاومه بالوسائل الممكنة، وعلى دولة الاحتلال والدول المانعة للحرب أن تعي ضرورة رفع الحصار، والإسراع في إيجاد حلول عملية لأزمات غزة المدنية والحياتية.
إن نجاح الأطراف المذكورة في وقف الحرب الرابعة لا يعني أن الأخطار زالت تماما، إذ تبقى أخطار الحرب الرابعة قائمة ما لم تقم الأطراف المانعة على تثبيت تهدئة موزونة بصيغ محددة، وترفع الحصار. إن المقاومة الشعبية التي تديرها غزة على الحدود الفاصلة يجب أن تحقق أهدافها في كسر الحصار على الأقل، وعلى الأطراف التي تنشد التهدئة أن تعمل بجد لرفع الحصار الظالم عن غزة. إن تهديدات الاحتلال بتصعيد حربه وحصاره ضد غزة ما زالت قائمة، وما زالت المقاومة لم تضع أسلحتها، والترقب الحذر سيد الموقف.