فلسطين أون لاين

​الأسرى يعلنون إضرابًا تصاعديًا ضد السلطة لإعادة رواتبهم

...
غزة - جمال غيث

أعلنت الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أمس، خوض إضراب تصاعدي مفتوح عن الطعام لمطالبة السلطة في رام الله بإعادة رواتبهم المقطوعة بشكل جزئي جراء العقوبات التي تفرضها على القطاع.

وأكدت الحركة الأسيرة، أنها ستستمر في الإضراب حتى إعادة حقوق الأسرى ولن توقفه بأي شكل من الأشكال إلا بالاستجابة لمطالبهم ومحاسبة المسؤولين عن قطع رواتبهم.

ودعا ياسر مزهر، خلال مؤتمر صحفي نظمته جمعية واعد للأسرى والمحررين ومؤسسة مهجة القدس للشهداء والجرحى، أمام برج شوا وحصري بمدينة غزة، لمحاسبة من تجرأ على قطع رواتب الأسرى.

وطالب الأسرى على لسان مزهر، بإعادة رواتبهم كاملة وبشكل فوري عبر قرار ينفذ، معلنين عدم قبولهم بأي وعود من أي كان، ملوحين بأنهم سيأخذون حقوقهم بالقوة، "كما كنا ننتزعه من السجان".

وقال: "من هذه اللحظة سيصرخ الأسرى بأمعائهم عبر خوض إضراب تصاعدي مفتوح عن الطعام، ولن تسمعوا منا كلمة نتمنى أو نرجو بل نريد قرارًا واضحًا لإعادة ما تم السطو عليه من مستحقات عوائلنا".

وتابع: "مصارحتنا لكم اليوم لا تعني أننا نستجدي طعامًا أو شرابًا لأهالينا، إنما نصرخ في وجه من اعتدى على حقوق عوائلنا ومنعها من أن تصل لهم، وقد بدأها بأسرى قطاع غزة الجريح الثائر".

وأضاف مزهر: "ولأن قضيتنا نحن الأسرى قضية اجماع لا محل لشبهة أو اختلاف عليها؛ نأمر ولا نستجدي من اعتدى على حقوق عوائلنا، ومن أراد أن يقتل الجنود في مقدمة الخطوط أن يعيد الحقوق كاملة وفوراً ودون تأخير".

وأكدت الحركة الأسيرة أن عدم ردها يعني أننا مجبرون بالدفاع عن حقوق عوائلنا، ونجد أنفسنا مضطرون لانتزاع حقنا بالقوة كما كنا ننتزعه من السجان.

وتابع مزهر: "ليسجل التاريخ أن الجنود في مقدمة الخطوط قد أضربوا عن الطعام لأن من في موقع القيادة والمسؤولية عنهم اعتدى على حقوق وقوت عوائلهم بدلاً من رعايتها وحمايتها"، مطالباً الشعب الفلسطيني وكافة المعنيين بالالتفاف حول قضايا الأسرى لإنهاء معاناتهم وإعادة رواتبهم ومساواتهم أسوة بغيرهم من الشهداء، وعدم التمييز بينهم.

ورفع المشاركون خلال المؤتمر، الذي حضره عدد من الأسرى المحررين وذويهم، لافتات كتب عليها: "لا لقطع رواتب الأسرى، الأسرى تاج الرؤوس"، وأخرى كتب عليها: "الأسرى المقطوعة رواتبهم: نأسف أن نخوض الإضراب لأجل حقوقنا الوطنية".

بدوره أفاد مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين عبد الله قنديل، لصحيفة "فلسطين" بأن عددًا من ذوي الأسرى وأسرى محررين سيشاركون في الخطوات الاحتجاجية، لافتاً إلى احتمالية "إقامة خيمة للإضراب عن الطعام لحين الاستجابة لمطالب الأسرى".

تمييز عنصري

من جانبه ذكر إياد الدريني أن شقيقه الأسير تامر مضرب عن الطعام منذ 8 يوليو/ تموز الجاري، احتجاجًا على تقليص السلطة في رام الله جزء من راتبه منذ أشهر.

ويقضي تامر حكماً بالسجن 20 عاماً منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2004.

وحمل الدريني، السلطة المسؤولية الكاملة عن حياة شقيقة، مطالبًا إياها بالاستجابة لمطالب الأسرى والعمل على إنهاء معاناتهم وما يتعرضون له على يد إدارة السجون الإسرائيلية.

وأعرب عن استغرابه للتمييز بين الأسرى وتقليص رواتب أسرى حركتي حماس والجهاد في حين صرف رواتب كاملة لزملائهم من فتح، متسائلا لماذا التمييز بين الأسرى؟!

ويفرض رئيس السلطة محمود عباس جملة من العقوبات على غزة منذ أبريل/ نيسان 2017، شملت خصم نحو 50% من رواتب موظفي السلطة في القطاع، وحرمان مئات الأسرى من رواتبهم، وتقليص إمداد الكهرباء والتحويلات الطبية، وإحالة أكثر من 20 ألف موظف للتقاعد القسري.