فلسطين أون لاين

الخان الأحمر.. السد الأخير أمام إكمال حصار القدس

...
غزة/ عبد الرحمن الطهراوي

لا تتوقف أهداف الاحتلال الإسرائيلي في استهداف تجمع الخان الأحمر الفلسطيني، شرق مدينة القدس المحتلة على بعد 15 كم، عند المطامع الاستيطانية التهويدية، بل تمتد لتصل إلى أهداف أعمق مرتبطة بسعي الاحتلال لرسم المعالم النهائية للقدس كعاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

ويعد التجمع جزءا من المنطقة المستهدفة بالمشروع الاستيطاني المعروف بـE1، الذي يهدف إلى ربط الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية بالقدس، بالتّوازي مع فصل شمال الضفة عن جنوبها، وذلك وفقا لتقرير بحثي أصدره قسم الأبحاث والمعلومات بمؤسسة القدس الدولية أخيرًا.

ويمتدّ مشروع E1 على مساحة تزيد على 12 ألف دونم من أراضي أحياء شرقي القدس، ويخطّط الاحتلال لإقامة 4000 وحدة استيطانية في المنطقة، وعشرة فنادق، ومناطق صناعية وتجاريّة إلى جانب عشرات المشاريع التهويدية وذلك في سبيل إحكام حصار القدس وعزلها عن محيطها الفلسطيني من الجهات كافة.

وذكر الباحث في شؤون القدس جمال عمرو، أن الاحتلال وضع مخططا عاما لتوسيع حدود المدينة المقدسة على حساب الوجود الفلسطيني قبل قرابة 25 عامًا، والذي عرف حديثًا بمشروع "القدس الكبرى" حيث يريد الاحتلال إكماله بحلول عام 2020، محققًا هدف جعل القدس عاصمة يهودية السكان والمعالم.

وأرجع عمرو خلال حديثه لصحيفة "فلسطين" أسباب تركيز الاحتلال على استهداف الخان الأحمر إلى عدة عوامل، يتعلق بعضها بموقع التجمع الاستراتيجي إذ يقع في منطقة حساسة وسط الضفة الغربية، بين مدينتي القدس غربًا وأريحا شرقًا ومدينتي رام الله شمالاً وبيت لحم والخليل جنوباً، فضلاً عن وجود التجمع في منطقة تربط التكتل الاستيطاني في القدس بالأغوار.

وقال: "يعد الخان الأحمر بوابة القدس الوحيدة التي ما زالت مفتوحة على الجغرافيا الفلسطينية، أي في حال انهيارها فإن القدس ستحاصر تمامًا وستصبح حركة الدخول والخروج مقيدة بالعبور من حزمة مستوطنات يهودية وجدار الفصل العنصري فضلا عن البوابات الإلكترونية التي يتحكم بها جنود الاحتلال عند مدخل المدينة".

وأشار عمرو إلى أن الاحتلال باشر في تنفيذ مخططات مشروع E1 على أراضي الخان الأحمر منذ صعود اليمين المتطرف إلى الحكم في عام 2009، فباشر بإنشاء شبكة طرق واسعة تربط المستوطنات ببعضها إضافة إلى تحديث البنية التحتية وإقامة الجسور ومراكز تعليمية، مقابل تهميش متعمد لمختلف مقومات الحياة في الخان الأحمر.

حزام أمني

المختص في الدراسات التاريخية للمسجد الأقصى والقدس د. محمد العمري، أوضح أن رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إسحاق رابين هو من بادر بطرح مخطط E1عام 1994، سعيًا لبناء حزام أمني من المستوطنات حول مدينة القدس، قبل أن يصبح مشروعا استراتيجيا تؤيده كل حكومة جاءت بعد رابين.

وقال العمري في حديثه لصحيفة "فلسطين": "كانت حكومات الاحتلال تخشى في حال عدم بسط سيطرتها وتثبيت أركانها الاستيطانية شرقي القدس، من أن تواجه زحفا فلسطينيا من البناء أو التمدد خاصة في التجمعات البدوية، بما يفقد سيطرتها لاحقًا على الطريق الحيوي الرابط بين القدس وأريحا والأغوار".

وأضاف العمري: "شرع الاحتلال في تنفيذ المشروع بشكل تدريجي إلى أن وصل التيار اليميني المتطرف بزعامة بنيامين نتنياهو إلى الحكم، فارتفعت وتيرة عمليات التهويد وتعمق الاستيطان، قبل أن يقفز الاحتلال للأمام بعد إعلان الرئيس الأمريكي القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي في ديسمبر/كانون الأول الماضي".

وبين العمري أن سلطات الاحتلال اتبعت في بداية تنفيذها لمشروع E1، على أراضي التجمعات البدوية، أساليب الترهيب والترغيب بعدما فشلت المساومات أمام صمود الفلسطينيين، ومن ثم استخدمت الهدم والطرد.