فلسطين أون لاين

​رحلات العودة.. الفن والدبكة والشعر في مواجهة الدعاية الإسرائيلية

...
غزة/ عبد الرحمن الطهراوي:

في مدينة يحاصرها الاحتلال من كل حدب وصوب ويقذف عليها قنابل الموت من البر والجو والبحر، قررت مجموعة شبابية تسيير رحلات إلى أقرب نقطة تفصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948م، سعيًا إلى إعلاء صورة الحياة في الشريط الساحلي.

وترمي المبادرة إلى تجديد زخم مسيرة العودة وكسر الحصار، التي انطلقت في الثلاثين من آذار/ مارس الماضي تزامنًا مع إحياء الفلسطينيين الذكرى الـ42 ليوم الأرض، إلى جانب السعي إلى تكريس صورة حب الشعب الفلسطيني للحياة التي تعمل آلة الاحتلال الدعائية على طمسها وتشويهها.

وعن تجربة المشاركة في أولى رحلات العودة، التي انطلقت بمطلع تموز/ يوليو الجاري نحو الأراضي الشرقية لمدينة غزة قبالة السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة.

وقالت دعاء عمار لصحيفة "فلسطين": "كانت تجربة جميلة، عززت من شعور الوجود الطبيعي في أرضك سلميًّا، وأجواء عائلية مفعمة بالحياة".

وعن دوافع المشاركة أضافت عمار: "لا تختلف أسباب الخروج برحلات العودة عن دوافع الخروج برفقة أفراد عائلتك إلى البحر أو المتنزه، لذا كان هدفنا أن نعزز صورة الحياة أمام آلة الموت الإسرائيلية التي تستهدف الفلسطينيين أينما وجدوا في البيت أو البحر وعند السياج الفاصل".

ويتخلل رحلات العودة فعاليات ثقافية وفنية وترفيهية، تتنوع ما بين فقرات الدبكة الشعبية والإنشاد والغناء للوطن والأرض والقدس المحتلة، إلى جانب تقديم فقرات شعرية وأهازيج تراثية ورسم لوحات فنية تعبر في مضمونها عن تعلق الفلسطيني بأرضه وتشوقه إلى لحظة التحرر من الاحتلال الإسرائيلي.

الشاب عمر عادل، الذي شارك في رحلة العودة الثانية على أراضي بلدة خزاعة، شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع؛ قال لصحيفة "فلسطين": "يجب علينا أن نجلي الصورة المشرقة لشعبنا الفلسطيني المحب للحياة والمتمسك بحقوقه في الوقت نفسه، مستخدمين في ذلك جميع المنابر والوسائل".

وعبر عادل عن إعجابه بفكرة رحلات العودة والرسائل التي تسعى إلى إيصالها، داعيًا إلى تعزيز المشاركة الشعبية فيها من مختلف القطاعات المجتمعية، مع توثيق كل تفاصيل تلك الرحلات، وبثها على منصات التواصل الاجتماعي، تعزيزًا للراوية الفلسطينية بالصوت والصورة.

بدوره ذكر الناشط الشبابي أحمد أبو رتيمة أن فكرة رحلات العودة نضجت من مبادرة شبابية ذاتية، ترمي إلى تجديد زخم مسيرة العودة بطابعها السلمي الشعبي، أسلوبًا نضاليًّا جديد ابتكره الشعب الفلسطيني سعيًا وراء حقوقه العادلة وحريته وكرامته، مبينًا أن رحلات العودة الأولى والثانية حظيت بمشاركة نشطاء شباب ومحاضرين جامعيين وصحفيين إلى جانب كوادر فنية ومواطنين.

وقال أبو رتيمة لصحيفة "فلسطين": "نخوض معركة صورة مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي يعمل بكل الوسائل الدعائية على تشويه صورة الإنسان الفلسطيني وإلصاق تهمة الإرهاب والعنف والخراب به، لذلك نحاول أن نواجه ذلك وندحضه بالوسائل السلمية، في سبيل تعزيز ثقافة الحياة أمام الدعاية الإسرائيلية المحرضة على الدم والقتل".

أضاف: "نخرج إلى رحلات العودة لنفترش الأرض الخضراء، بين أشجار الزيتون نوقد النار ونصنع الشاي والقهوة مع رقائق الصاج، على وقع الأغنية الوطنية التي توقظ فينا أشواق الوطن المسلوب"، مشيرًا إلى أن رحلات العودة ستتواصل خلال المدة المقبلة لتشمل جميع مناطق القطاع.