فلسطين أون لاين

​ملاحظات حول حق العودة

"يتمسك الفلسطينيون بحق العودة، ولكنهم تخلوا عن العودة؟! لقد قال عباس ذلك علنًا عن منزله في صفد؟! اللاجئون الفلسطينيون يعرفون أنهم لن يعودوا للعيش داخل دولة إسرائيل ذات السيادة؟!"، هذا القول للوزير والنائب اليهودي السابق أفرايم سنيه.

ثمة ثلاث ملاحظات لي في هذه العبارة التي جاءت في مقال للوزير السابق في صحيفة هآرتس العبرية. وأول هذه الملاحظات قوله: "إن الفلسطينيين يتمسكون بحق العودة". هذه حقيقة لا يتنازع فيها اثنان، ولا ينتطح فيها عنزان، وقادة (إسرائيل) يعلمون ذلك جيدًا، بل إن العالم كله يعلم مدى تمسك الفلسطينيين بحق العودة. وهو فردي غير قابل للتصرف.

وثاني هذه الملاحظات: فنصفها في كلام افرايم سنيه واقع، ونصفها الآخر باطل. أما الواقع فهو تنازل عباس في أحد خطاباته السيئة عن حقه في بيته في صفد، وكان هذا تنازلًا مشينًا، وإعلانًا في غير مكانه، لا سيما وهو يتقلد منصبه رئيسًا للمنظمة والسلطة وفتح، حيث أهدى (إسرائيل) موقفه التنازلي من حق العودة مجانًا وبلا مقابل؟! وأما الجزء الباطل: فهو قول أفرايم سنيه: "إن الفلسطينيين تخلوا عن حق العودة؟!"، وهذا استنتاج باطل، لا محل له من الإعراب، سببه تنازل عباس العلني المؤسف عن حقه الشخصي في بيته في صفد بغير مناسبة، وهو ما ولّد هذا الفهم الاستيطاني عند أفرايم سنيه وغيره. الحقيقة الوطنية والقانونية تقول: إن حق العودة حق فردي، غير قابل للتصرف. وعباس كان مخطئًا، وما كان ينبغي له قول هذه العبارة. ثم إن تنازل عباس عن حقه الشخصي، غير ملزم للاجئين الفلسطينيين، الذين يتمسكون بحق العودة، ويصارعون الاحتلال من أجل تحقيقه؟ عباس ليس صفدًا، وليس اللاجئين؟!

وثالث هذه الملاحظات قول افرايم سنيه: "إن اللاجئين لن يعودوا للعيش داخل دولة إسرائيلية ذات سيادة؟!" وهذه القول يمثل وجهة نظر سنيه والإسرائيليين، ولكن اللاجئين الفلسطينيين يطالبون بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم وأرضهم، ومسألة (السيادة) مسألة أخرى غير حق العودة، هذه المسألة تحلها القرارات الدولية، والمفاهيم الديمقراطية، وتحلها الأيام .

نعم ثمة أمر واقع تفرضه القوة العسكرية ، ولكنه لا يثني الفلسطينيينن عن العمل للعودة، وتذكروا أنه قبل عام ١٩٤٨م لم تكن هناك سيادة (إسرائيلية) في فلسطين، وكما أنشأ اليهود أمرا واقعا في فلسطين من لا شيء، فإن في مكنة الفلسطينيين أن يستعيدوا الأمر الذي كان لهم في فلسطين قبل عام ١٩٤٨م، وهذا هو منطق التاريخ ومنطق العقل. أرأيت كيف أخطأ افرايم سنيه وهو الوزير في فهم حق العودة؟! وكيف أخطأ محمود عباس في تصريحه عن التنازل عن حق العودة إلى صفد؟! وكيف أعطى سلاحًا قانونيًا يحاربنا فيه في هذا المجال. وفي الختام كل التحية لشباب وصبية ونساء مسيرات العودة الذين صحّحوا خطأ من تنازل عن حقه مجانًا.